للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقت حركتها، وتكفّ عند أذاتها، فصرت أضرّ عليّ منها، فكفّ الصديق عن نصرتي خوفا منك، وبادر إليّ العدوّ تقربا إليك، وكتب تحت ذلك [١] :

أخ بيني وبين الدّهر صاحب أيّنا غلبا ... صديقي ما استقام وإن

نبا دهر عليّ نبا ... وثبت على الزمان به

فعاد به وقد وثبا ... ولو عاد الزمان لنا

لعاد به أخا حدبا

وكتب إليه [٢] : أما والله لو أمنت ودّك لقلت، ولكني أخاف منك عتبا لا تنصفني فيه، وأخشى من نفسي لائمة لا تحتملها لي، وما قدّر فهو كائن، وعن كلّ حادثة أحدوثة، وما استبدلت بحالة كنت فيها مغتبطا حالا أنا في مكروهها وألمها أشدّ علي من أني فزعت إلى ناصري عند ظلم لحقني فوجدت من ظلمني أخفّ نية في ظلمي منه، وأحمد الله كثيرا، وكتب تحتها [٣] :

وكنت أخي بإخاء الزمان ... فلما نبا صرت حربا عوانا

وكنت أذمّ إليك الزمان ... فأصبحت فيك أذمّ الزمانا

وكنت أعدّك للنائبات ... فها أنا أطلب منك الأمانا

قال [٤] : ثم وقف الواثق على تحامله عليه فرفع يده عنه، وأمره أن يقبل منه ما رفعه ويردّ إلى الحضرة مصونا، فلما أحسّ إبراهيم بذلك بسط لسانه في ابن الزيات وهجاه هجاء كثيرا، منه [٥] :

قدرت فلم تضرر عدوا بقدرة ... وسمت بها إخوانك الذلّ والرغما

وكنت مليا بالتي قد يعافها ... من الناس من يأبى الدنية والذما


[١] الطرائف الأدبية: ١٥٥.
[٢] الأغاني ١٠: ٥٨.
[٣] الطرائف الأدبية: ١٦٦.
[٤] الأغاني ١٠: ٥٨.
[٥] الطرائف الأدبية: ١٦٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>