ربّ ليل كالبحر هولا وكالدهر امتدادا وكالمداد سوادا
خضته والنجوم يوقدن حتى ... أطفأ الفجر ذلك الإيقادا
قال ابن عبد الرحيم: ونقلت من خط جعفر بن محمد الموصليّ من قصيدة في أبي سليمان داود بن حمدان:
أعيجي بنا قبل انبتات حبالك ... جمالك إن الشوق شوق جمالك
قفي وقفة تبلل عليك أوامها ... جوانح لا تروى بغير نوالك
فقد طلعت شمس الندى بأوارها ... على مستظلات بفيء ظلالك
ومنها:
بأبناء حمدان الذين كأنهم ... مصابيح لاحت في ليال حوالك
لهم نعم لا أستقلّ بشكرها ... وإن كنت قد سيّرته في المسالك
وخلّفت فيه من قريض بدائعا ... ترى خلفا من كلّ باق وهالك
وله من قصيدة في القاسم بن عبيد الله:
ما شأن دارك يا ليلى نناجيها ... فما تجيب ولا ترعي لداعيها
إنّا عشية عجنا بالمطيّ بها ... كنّا نحييك فيها لا نحييها
لا ترسلي الطيف ان الطرف في شغل ... عن الكرى بدموع بات يجريها
لأضربنّ بآمالي إلى ملك ... تقلّ في قدره الدنيا بما فيها
يا ابن الوزارة والمأمول بعد لها ... وسائر الأرض دانيها وقاصيها
ما بال ما اجتاب عرض الأرض من مدحي ... إليك يسري مع الركبان ساريها
لم يأتني نبأ عنها ولا خبر ... واليوم كالحول لي مما أراعيها
وله أيضا:
وما الموت قبل الموت عندي غير أن ... يرى ضرعا بالعسر يوما لذي اليسر
فدع قولهم ليس الثراء من العلا ... فما الفخر إلا أن يقال هو المثري
إذا أنت لم تبل الصديق فلا تكن ... له آمنا فيما يجنّ من الأمر
فإن سترت حال امرىء لؤم أصله ... أبى اللؤم ألا أن يبين مع الستر