يذكّرنا عهد الحمى وزماننا ... بنعمان والأيام تعطي الأمانيا
ليالي مغنى آل ليلى على الحمى ... ونعمان غاد بالأوانس غانيا
وعهد الصبا منهنّ فينان مورق ... ظليل الضحى من حائط اللهو دانيا
قريب المدى نائي الجوى داني الهوى ... على ما يشاء المستهام مؤاتيا
حلفت بأخياف المخيّم من منى ... ومن حلّ جمعا والرعان المتاليا
وبالركب يأتمّون بطحاء مكة ... على أركب تحكي الحنيّ حوافيا
طواهنّ طيّ البيد في غلس الدجى ... ونشر الفيافي والفيافي كما هيا
ولو أنني أبثثت ما بي من الجوى ... شماريخ رضوى أو شمام رثى ليا
وإن أطو ما تطوي الجوانح من هوى ... عن الناس تخبرهم بحالي حاليا
أأدخل تحت الضيم والبيد والسرى ... وأيدي المطايا الناعجات عتاديا
سأخرج من جلباب كلّ ملمة ... خروج المعلّى والمنيح ورائيا
إذا أنا قابلت الإمام مناجيا ... له بالذي من ريب دهري عنانيا
رميت بآمالي إلى الملك الذي ... أذلّت مساعيه الأسود الضواريا
وما هي إلا روحة وادّلاجة ... تنيل الأماني أو تقيم البواكيا
ولي في أمير المؤمنين مدائح ... ملأت بها الآفاق حسن ثنائيا
وأمّت بي الآمال لا طالبا جدى ... ولا شاكيا إنفاض حالي وماليا
ولكنني أشكو عدوّا مسلّطا ... عليّ عداني بغيه عن مجاليا
أيا ابن الولاة الوارثين محمدا ... خلافته دون الموالي مواليا
إذا ما اعتزمت الأمر أبرمت فتله ... ولم تك عن إمضائك العزم وانيا
فلا تك للمظلوم ناداك في الدجى ... لغربته والدفع للظلم ناسيا
[وعش سالم الأيام للملك راعيا ... ودم عالي الأحوال تعلي المعاليا]
وهي مائة وخمسون بيتا، فيها بعد المدح ما يحسنه من العلوم الدينية والأدبية، ويتبجح بمعرفته أقليدس وأشكاله، وزيادات زادها في أعماله.
وله في صفة الليل: