للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فلا عهد لي بمثله منذ سنين، ولا عملت شعرا منذ دهر طويل، وأنا أستغفر الله مما مضى. قال: فوجم الفتى حتى ارفضّ عرقا، وعدت إلى القاسم فأخبرته فضحك من خجل الابن وقال: لو سلم من العشق أحد لكان أبو خازم مع تقبضه «١» وكنا نتعاود ذلك زمانا.

قال المؤلف: كان هذا الخبر بترجمة أبي إسحاق الزجاج أحرى إلا أنّ في أوله من إيضاح حال الآمدي ما ساق باقي الحديث «٢» .

قال أبو علي «٣» : كان قد ولي القضاء بالبصرة في سنة نيف وخمسين وثلاثمائة رجل لم يكن عندهم بمنزلة من صرف به، لأنه ولّي صارفا لأبي الحسن محمد بن عبد الواحد الهاشمي، فقال فيه أبو القاسم الحسن بن بشر الآمدي كاتب القاضيين أبي القاسم جعفر «٤» وأبي الحسن محمد بن عبد الواحد:

رأيت قلنسوة «٥» تستغيث ... من فوق رأس تنادي خذوني

وقد قلقت فهي طورا تميل ... من عن يسار ومن عن يمين

فطورا تراها فويق القفا ... وطورا تراها فويق الجبين

فقلت لها أيّ شيء دهاك ... فردّت بقول كئيب حزين

دهاني أن لست في قالبي ... وأخشى من الناس أن يبصروني

وأن يعبثوا بمزاح معي ... وإن فعلوا ذاك بي قطعوني

فقلت لها مرّ من تعرفين ... من المنكرين لهذي الشؤون

[ومن كان يشهق إما رآك ... ويخرج من جوفه كالرنين]

ومن كان يصفع في الدين «٦» لا ... يملّ ويشتدّ في غير لين

<<  <  ج: ص:  >  >>