للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عدة أسماء الشعراء الذين ذكرتهم؟ قلت: مائة ونيف، فقال: اني لأعجب كيف استتبّ لك هذا، فقد كنا ببغداد والعلماء بها متوفّرون- وذكر أبا إسحاق الزجاج وأبا موسى الحامض وأبا بكر «١» الأنباري واليزيدي «٢» وغيرهم- فاختلفنا في اسم شاعر واحد، وهو حريث بن محفض، وكتبنا أربع رقاع إلى أربعة من العلماء فأجاب كلّ واحد منهم بما يخالف الآخر، فقال بعضهم: مخفض بالخاء والضاد المعجمتين، وقال بعضهم: محفص بالحاء والصاد غير معجمتين. وقال آخر: ابن محفض، وقال آخر: ابن محقص، فقلنا ليس لهذا إلا أبو بكر ابن دريد، فقصدناه في منزله وعرّفناه ما جرى، فقال ابن دريد: أين يذهب بكم؟ هذا مشهور، هو حريث بن محفّض- بالحاء غير معجمة مفتوحة والفاء مشددة والضاد منقوطة- هو من بني تميم ثم من بني مازن بن عمرو بن تميم، وهو القائل «٣» :

ألم تر قومي إن دعوا لملمة ... أجابوا وان أغضب على القوم يغضبوا «٤»

هم حفظوا غيبي كما كنت حافظا ... لقومي أخرى مثلها إن تغيبوا

بنو الحرب «٥» لم تقعد بهم أمهاتهم ... وآباؤهم آباء صدق فأنجبوا

وتمثّل الحجاج بهذه الأبيات على منبره فقال: أنتم يا أهل الشام كما قال حريث بن محفض، وذكر هذه الأبيات، فقام حريث بن محفض فقال: أنا والله حريث بن محفض، قال: فما حملك على أن سابقتني «٦» ؟ قال: لم أتمالك إذ تمثل الأمير بشعري حتى أعلمته مكاني؛ ثم قال أبو الحسن ابن عبدوس: فلم يفرّج عنا غيره.

قال أبو أحمد «٧» : واجتمع يوما في منزلي بالبصرة أبو رياش وأبو الحسين ابن لنكك- رحمهما الله فتقاولا، فكان فيما قال أبو رياش لأبي الحسين: أنت كيف تحكم على الشعر والشعراء ولم تفرق بين الزفيان والرقبان؟ فأجاب أبو الحسين ولم

<<  <  ج: ص:  >  >>