يقنع ذاك أبا رياش وقاما على شغب وجدال. قال أبو أحمد: فأما الرقبان- بالراء والقاف، وتحت الباء نقطة- فشاعر جاهلي قديم يقال له أشعر الرقبان، وأما الزفيان- بالزاي والفاء وتحت الياء نقطتان- فهو من بني تميم من بني سعد بن زيد مناة بن تميم يعرف بالزفيان السعدي، راجز كثير الشعر، وكان على عهد جعفر بن سليمان، وهو الزفيان بن مالك بن عوانة القائل:
وصاحبي ذات هباب دمشق ... كأنها بعد الكلال زورق
قال: وذكر أبو حاتم آخر يقال له الزفيان وأنه كان مع خالد بن الوليد حين أقبل من البحرين فقال:
تهدى إذا خوت النجوم صدورها ... ببنات نعش أو بضوء الفرقد
فقد أخبرنا «١» به أبو الحسين ابن الطيوري ببغداد، قال أخبرنا أبو سعيد السقطي بالبصرة، قال أخبرنا أبو أحمد الحسن بن عبد الله بن سعيد بن إسماعيل بن زيد بن حكيم العسكري إملاء سنة ثمانين وثلاثمائة بتستر، فذكر مجالس من «أماليه» هي عندي. وقرأت على أبي علي أحمد بن الفضل بن شهريار بأصبهان عن السقطي هذا فوائد عن أبي أحمد وغيره. وأما الأبيات المقصودة فعندي في أجزاء أذربيجان على نسق لا أذكر موضعها، إلا أن فيها قصة معناها أن الصاحب أبا القاسم إسماعيل بن عباد بن العباس الوزير كان يتمنى لقاء أبي أحمد العسكري ويكاتبه على ممرّ الأوقات ويستميل قلبه، فيعتلّ عليه بالشيخوخة والكبر إذا عرف أنه يعرّض بالقصد إليه والوفود عليه، فلما يئس منه الصاحب احتال في جذب السلطان إلى ذلك الصوب، وكتب إليه حين قرب من عسكر مكرم كتابا يتضمّن علوما نظما ونثرا، ومما ضمنه من المنظوم قوله «٢» :
ولما أبيتم أن تزوروا وقلتم ... ضعفنا فما نقوى على الوخدان
أتيناكم من بعد أرض نزوركم ... إلى «٣» منزل بكر لنا وعوان