للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الآن. ومن شعره جوابا عن أبيات كتبها إليه عمار بن جميل [١] وقد انقطع عن مجالس الشراب [٢] :

قريض كابتسام الرّو ... ض جمّشه نسيم صبا

كعقد من جمان الطلّ منظوم وما ثقبا ... ومنثور كنثر الد

رّ من أسلاكه انسربا ... فأهدى نشر زهرته

فتيت المسك منتهبا ... إذا أثماره جنيت

جنيت العلم والأدبا ... بهزل حين ينشده

كأنك منتش طربا ... حباك به أخ يرعى

من العهد الذي وجبا ... صديق مثل صفو الما

ء بالصهباء قد قطبا ... كنزت مودة منه

كفت أن أكنز الذهبا ... إذا عدّ امرؤ حسبا

فحسبي ذكره نسبا ... ألذّ من الحياة لد

يّ لكن قبله قلبا ... فهان عليه ما ألقى

وظنّ تجلدي لعبا ... جفوت الراح عن سبب

وكان لجفوتي سببا ... فصرت لوحدتي كلّا

على الإخوان مجتنبا ... وذاك لتوبة أمّلت أن أقضي بها أربا

فها أنا تائب منها ... فزرني تبصر العجبا

وكان قدم مصر في سنة ثمان وثمانين وثلاثمائة بهدية من نصير الدولة باديس بن زيري إلى الحاكم، فقال قصيدة يذكر فيها المناهل ثم قال [٣] :


[١] عمار بن جميل: ترجم له ابن رثيق في الأنموذج: ٣٠٥ وقال: كان متوسط الطبع، مرّ المذاق، شرس الأخلاق، يتشبه بمحمد بن عبد الملك الزيات.
[٢] الأبيات في الأنموذج: ٥٥- ٥٦.
[٣] القصيدة في الأنموذج: ٥٧ (وتخريجها) .

<<  <  ج: ص:  >  >>