للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إذا ما ابن شهر قد لبسنا شبابه ... بدا آخر من جانب الأفق يطلع

إلى أن أقرّت جيزة النيل أعينا ... كما قرّ عينا ظاعن حين يرجع

يقول فيها بعد مدح كثير ووصف جميل:

هدية مأمون السريرة ناصح ... أمين إذا خان الأمين المضيّع

وما مثل باديس ظهير خلافة ... إذا اختير يوما للظهيرة موضع

نصير لها من دولة حاتمية ... إذا ناب خطب أو تفاقم مطمع

حسام أمير المؤمنين وسهمه ... وسمّ ذعاف في أعاديه منقع

قال: ومن مليح كلامه قوله من قصيدة [١] :

إذا ارجحنّت بما تحوي مآزرها ... وخفّ من فوقها خصر ومنتطق

ثنى الصّبا غصنا قد غازلته صبا ... على كثيب له من ديمة لثق

للشمس ما سترت عنّا معاجرها ... وللغزال احورار العين والعنق

مظلومة أن يقال البدر يشبهها ... والبدر يكسف أحيانا وينمحق

يجلل المتن وحف من ذوائبها ... جبينها تحت داجي ليله فلق

كأنها روضة زهراء حالية ... بنورها، ترتعي في حسنها الحدق

وقال ومن أعجب ما سمعت قوله من قصيدة يمدح محمد بن أبي العرب [٢] :

أظالمة العينين لحظهما [٣] سحر ... وإن ظلم الخدّان واهتضم الخصر

أعوذ ببرد من ثناياك قد ثنى ... إليك قلوبا حشو أثنائها [٤] جمر

لقد ضمنت [عيناك] أنّ ضمانتي ... ستبري عظامي بالنحول ولا تبرو

وما أمّ ساجي الطرف خفّاقة الحشا ... أطاع لها الحوذان والسّلم النضر


[١] الأنموذج: ٥٨.
[٢] محمد بن أبي العرب الكاتب عمل على أفريقية أيام المنصور الصنهاجي وتوفي سنة ٣٩٦ (الكامل في التاريخ ٩: ٩٠، ١٥٢) وانظر الأبيات في الأنموذج: ٥٩.
[٣] في م: يخلطها.
[٤] المسالك: أثوابها.

<<  <  ج: ص:  >  >>