للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

عَلَى سَبِيلِ الرُّخْصَةِ - وَجَعَلَ الْأَلْفَ مِنْهُمْ يَغْلِبُ عَشَرَةَ آلَافٍ مِنَ الْكَافِرِينَ فِي حَالِ الْقُوَّةِ عَلَى سَبِيلِ الْعَزِيمَةِ، كَمَا نَصَّ فِي الْآيَتَيْنِ ٦٥ و٦٦ وَيُذْكَرُ مُفَصَّلًا فِي بَابِ قَوَاعِدِ الْأَحْكَامِ الْحَرْبِيَّةِ.

(الْأَصْلُ السَّادِسَ عَشَرَ) إِرْشَادُ الْمُؤْمِنِينَ إِلَى مَا يَكْتَسِبُونَ بِهِ مَلَكَةَ الْفُرْقَانِ الْعِلْمِيِّ الْوِجْدَانِيِّ الَّذِي يُفَرِّقُ بِهِ صَاحِبُهُ بَيْنَ الْحَقِّ وَالْبَاطِلِ، وَالْخَيْرِ وَالشَّرِّ، وَالْمَصْلَحَةِ وَالْمَفْسَدَةِ. وَتَجِدُ هَذَا فِي الْآيَةِ ٢٩ وَتَفْسِيرُهَا فِي ص (٥٣٨ - ٥٤٠ ج ٩ ط. الْهَيْئَةِ وَبِذِكْرِ هَذَا الْأَصْلِ فِي السُّنَّةِ السَّادِسَةِ مِنْ سُنَنِ الِاجْتِمَاعِ.

(الْأَصْلُ السَّابِعَ عَشَرَ) امْتِنَانُ اللهِ عَلَى رَسُولِهِ الْأَعْظَمِ بِتَأْيِيدِهِ وَبِنْصِرِهِ وَبِالْمُؤْمِنِينَ، وَبِتَأْلِيفِهِ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ، وَيَا لَهَا مِنْ مِنَّةٍ عَظِيمَةٍ مِنْ مِنَنِهِ تَعَالَى عَلَيْهِمْ، وَمَنْقَبَةٍ هِيَ أَعْظَمُ مَنَاقِبِهِمْ، " رَاجِعْ تَفْسِيرَ الْآيَةِ ٦٣ فِي أَوَّلِ هَذَا الْجُزْءِ ".

(الْأَصْلُ الثَّامِنَ عَشَرَ) مِنَّةُ اللهِ تَعَالَى وَفَضْلُهُ عَلَى أَصْحَابِ رَسُولِهِ، وَلَا سِيَّمَا

أَهْلُ بَدْرٍ بِمُشَارَكَتِهِمْ إِيَّاهُ فِي كِفَايَةِ اللهِ تَعَالَى إِيَّاهُ وَإِحْسَابِهِ لَهُ وَلَهُمْ فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَسْبُكَ اللهُ وَمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (٦٤) وَتَجِدُّ تَفْسِيرَهَا فِي أَوَّلِ هَذَا الْجُزْءِ.

وَهَذَا أَشْرَفُ مَا شَرَّفَهُمُ اللهُ تَعَالَى بِهِ، وَتَقَدَّمَ ذِكْرُهُ فِي عِنَايَتِهِ تَعَالَى بِرَسُولِهِ ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ.

إِيقَاظٌ وَاعْتِبَارٌ

مَنْ تَدَبَّرَ هَذِهِ الْأُصُولَ يَعْلَمُ كُنْهَ الْإِيمَانِ وَثَمَرَاتِهِ، وَأَنَّهُ لَيْسَ جِنْسِيَّةً سِيَاسِيَّةً، وَلَا دَعْوَةً لِسَانِيَّةً، بَلْ هُوَ أَعْلَى الْمَرَاتِبِ الْبَشَرِيَّةِ، وَالْكَمَالَاتِ الْإِنْسَانِيَّةِ، الْمُطَهِّرَةِ لِأَهْلِهِ مِنَ الْخُرَافَاتِ وَالدَّنَاءَاتِ، فَلْيَزِنِ الْقَارِئُ إِيمَانَهُ بِمِيزَانِ الْقُرْآنِ، وَلْيَكُنْ لَهُ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ.

الْفَصْلُ الثَّانِي

(فِي حَالَةِ ضُعَفَاءِ الْمُؤْمِنِينَ إِيمَانًا أَوْ حَالًا وَنَفْسًا وَقُرْبِ بَعْضِهِمْ مِنَ الْمُنَافِقِينَ)

بَعْدَ أَنْ بَيَّنَ صِفَاتِ الْمُؤْمِنِينَ الْكَامِلِينَ فِي أَوَّلِ السُّورَةِ، وَمِنْهُمْ أَكْثَرُ أَهْلِ بَدْرٍ، بَيَّنَ حَالَ غَيْرِ كَامِلِي الْإِيمَانِ مِنْهُمْ بِقَوْلِهِ: كَمَا أَخْرَجَكَ رَبُّكَ مِنْ بَيْتِكَ بِالْحَقِّ وَإِنَّ فَرِيقًا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ لَكَارِهُونَ يُجَادِلُونَكَ فِي الْحَقِّ بَعْدَمَا تَبَيَّنَ كَأَنَّمَا يُسَاقُونَ إِلَى الْمَوْتِ وَهُمْ يَنْظُرُونَ (٥ و٦) .

وَقَالَ فِي تَعَجُّبِ الْمُنَافِقِينَ وَضُعَفَاءِ الْإِيمَانِ مِنْ إِقْدَامِ كَمَلَةِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى قِتَالِ الْمُشْرِكِينَ فِي بَدْرٍ عَلَى مَا بَيْنَ الْفَرِيقَيْنِ مِنَ التَّفَاوُتِ: إِذْ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ غَرَّ هَؤُلَاءِ دِينُهُمْ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللهِ فَإِنَّ اللهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (٤٩) .

وَقَالَ فِي تَعْزِيرِ الَّذِينَ أَخَذُوا الْفِدَاءَ مَنْ أَسْرَى بَدْرٍ قَبْلَ إِذْنِهِ تَعَالَى لَهُمْ بِهِ تُرِيدُونَ عَرَضَ الدُّنْيَا وَاللهُ يُرِيدُ الْآخِرَةَ إِلَى قَوْلِهِ: عَذَابٌ عَظِيمٌ (٦٧ و٦٨) .

<<  <  ج: ص:  >  >>