للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أبو الفتح ابن جنّي (١)، ونسبه علماءُ أصول الفقه إلى فخر الدين الرازي (٢).

وقال جمهورُ العلماء: هو واقع في اللغة. ومِمَّنْ قال بذلك الأصمعي، وابن الأعرابي، وأبو عبيدة، وأبو عبيد، وأبو زيد الأنصاري، والخليل بن أحمد، وسيبويه، وابن فارس، وابن الأنباري، وابن دريد (٣). وغلا فريقٌ منهم فقالوا: لولا المشترك لمَا


= "المسائل المشكلة"، وقد قال هو قبله: "وأما القسم الثالث: وهو اتفاق اللفظين واختلاف المعنيين، فينبغي أن لا يكون قصدًا في الوضع ولا أصلًا، لكنه من لغات تداخلت، أو تكون كلُّ لفظة تُستعمل لمعنى، ثم تُستعارُ لشيء، فتكثُر وتغلب حتى تصيرَ بمنزلة الأصل". النحوي [الفارسي] , أبو علي: المسائل المشكلة المعروفة بالبغداديات، تحقيق صلاح الدين عبد الله السنكَاوي (بغداد: مطبعة العاني، ١٩٨٣)، ص ٥٣٤. وهذا التعليل لوجود الأضداد هو نفسه ما قرره ابن درستويه، وبهدا يحتمل أن يكون هو المقصود يقول أبي علي الفارسي "أحد شيوخنا"، وإن كان لم يتتلمذ عليه. هذا وقد زعم الجواليقي أن المحققين "من علماء العربية يُنكرون الأضداد ويدفعونها، قال أبو العباس أحمد بن يحيى: ليس في كلام العرب ضد. قال: لأنه لو كان فيه ضدٌّ لكان الكلام محالًا". الجواليقي، موهوب: شرح أدب الكاتب، تحقيق ودراسة طيبة حمد بودي (الكويت: مطبوعات جامعة الكويت، ط ١، ١٤١٥/ ١٩٩٥)، ص ٢٠٥.
(١) ابن جني، أبو الفتح عثمان: الخصائص، تحقيق عبد الحميد هنداوي (بيروت: دار الكتب العلمية، ط ١، ١٤٢١/ ٢٠٠١)، ج ١، ص ٢٢٤ - ٢٣٠ و ٤٥٩ - ٤٦٥.
(٢) وكلام الرازي يؤيد هذه النسبة، فقد قال: "دقيقة: لا يجوز أن يكون اللفظ مشتَركًا بين عدم الشيء وثبوته؛ لأن اللفظَ لا بد وأن يكون بحال: متى أُطلِق أفاد شيئًا، وإلا كان عبثًا. والمشترك بين النفي والإثبات لا يفيد إلا الترددَ بين النفي والإثبات، وهذا معلومٌ لكل أحد". الرازي، فخر الدين محمد بن عمر بن الحسين: المحصول في علم الأصول، تحقيق طه جابر العلواني (بيروت: مؤسسة الرسالة، ط ٢، ١٤١٢/ ١٩٩٢)، ج ١، ص ٢٦٧.
(٣) ومنهم كذلك أبو علي محمد بن المستنير - المشهور بقطرب - المتوفَّى عام ٢٠٦، ومحمد التوَّزي المتوفَّى سنة ٢٣٣، وأبو العَمَيْثَل الأعرابي المتوفَّى سنة ٢٤٠، وأبو الحسن الهُنائي - المعروف بكراع النمل - المتوفَّى عام ٣١٦ هـ. قال ابن فارس: "ومن سنن العرب في الأسماء أنْ يُسمُّوا المتضادَّين باسم واحد، نحو الجون للأسود والجون للأبيض. وأنكر ناسٌ هذا المذهب، وأنَّ العرب تأتي باسم لشيء وضدِّه. وهذا ليس بشيء، وذلك أنَّ الذين رَوَوا أنَّ العرب تسمي السيف مهنَّدًا والفرس طِرْفًا، هم الذين رَوَوْا أنَّ العربَ تُسمِّي المتضادَّين باسم واحد". ابن زكريا، أبو الحسين أحمد بن فارس: الصاحبي في فقه اللغة العربية ومسائلها وسنن العرب في كلامها، نشرة بعناية أحمد حسن بسج (بيروت: دار الكتب العلمية، ط ٢، ١٤٢٨/ ٢٠٠٧)، ص ٦٠. وقال الأنباري: =

<<  <  ج: ص:  >  >>