(٢) انظر: الأنصاري، ابن هشام: مغني اللبيب عن كتب الأعاريب، تحقيق محمد محيي الدين عبد الحميد (بيروت: المكتبة العصرية، ١٤٢٢/ ٢٠٠١)، ص ١٩ - ٤٣٠. (٣) ابن جني: الخصائص، ج ٢، ص ٩١ - ٩٧ (باب في استعمال الحروف بعضها مكان بعض). قال أبو الفتح (ص ٩١ - ٩٢): "هذا باب يتلقاه الناس مغسولًا ساذجًا من الصنعة، وما أبعدَ الصواب عنه وأوقفه دونه. وذلك أنهم يقولون: إن (إلى) تكون بمعنى مع. ويحتجون لذلك يقول سبحانه: {مَنْ أَنْصَارِي إِلَى اللَّهِ} [الصف: ١٤] , أي مع الله. ويقولون: إن (في) تكون بمعنى (على)، ويحتجون بقوله عز اسمه: {وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ} [طه: ٧١] أي: عليها. ويقولون: تكون الباء بمعنى (عن) و (على)، ويحتجون بقولهم: رميت بالقوس، أي: عنها وعليها. . . ولسنا ندفع أن يكون ذلك كما قالوا، لكنا نقول: إنه يكون بمعناه في موضع دون موضع، على حسب الأحوال الداعية إليه، والمسوِّغة له. فأما في كلِّ موضع وعلى كل حال، فلا. ألا ترى أنك إذا أخذتَ بظاهر هذا القول غُفلًا هكذا لا مقيَّدًا، لزمك عليه أن تقول: سرت إلى زيد، وأنت تريد: معه، وأن تقول: زيد في الفرس، وأنت تريد: عليه، وزيد في عمرو، وأنت تريد: عليه في العداوة، وأن تقول: رويت الحديث بزيد، وأنت تريد: عنه، ونحو ذلك، مما يطول ويتفاحش. ولكن سنضع في ذلك رسمًا يُعمل عليه، ويُؤمَن الشناعة لمكانه". ج ١٤، ص ٢٧٨ - ٢٨٤.