للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أراد بالكبش سيد القوم.

وكذلك ما جاء به الحريري في المقامة الثانية والثلاثين مثل قوله: "قال: فإن حمل جِرْوًا وصلَّى؟ قال: هو كما لو حمل باقِلَّى - الجرو صغار القثاء والرمان. . . قال: فإن أمَّهم مَنْ فَخْذُهُ بادية؟ قال: صلاتُه وصلاتُهم ماضية. الفَخْذ: العشيرة، وبادية أي: يسكنون البدو". (١)

٤ - ومنها اتساعُ اللغة في التعبير عن المعاني بطرق مختلفة.

٥ - ومنها قصدُ الإبهام كقول الرسول - عليه السلام - لأزواجه: "أسْرَعُكُنَّ لحَاقًا بِي أطولُكُنَّ يدا" (٢). وللإبهام آثارٌ سيئة: منها اللبسُ الذي تَحْدُث عنه مضار، من ذلك ما رُوي أن ذا جدَن - ملك حمير - كان بظَفار، فوفد عليه رجلٌ من مُضر من بني عامر، فأُدخل على الملك، وكان الملك جالسًا على سطح مرتفع، فلما سلّم وتمثل قائمًا قال له الملك: ثِبْ، فقال العامري: ليعلم الملك من فعله وسأل عن سبب رميه


= وتوجد منه مخطوطاتٌ في مصر وغيرها، ولا نعلم إن كان حقق ونشر. ولم نعثر على البيت المذكور فيما أمكننا الرجوعُ إليه من دواوين اللغة والأدب، وعسى قارئًا ناصحًا يدلنا عليه فنتدارك هذا النقص في طبعة قادمة لهذا المجموع، والله نسأل أن يحسن إليه. وصدر البيت مأخوذٌ مع اختلاف يسير من بيت لعلي بن أبي طالب يقول فيه:
إِنِّي وَجَدْتُ - وَفِي الأَيَّامِ تَجْرِبَةٌ - ... لِلصَّبْرِ عَاقِبَةً مَحْمُودَةَ الأَثَرِ
وهو في مقطوعة من أربعة أبيات من البسيط قيل إنه قالها في صفين. ديوان الإمام علي بن أبي طالب - رضي الله عنه -، نشرة بعناية عبد الرحمن المصطاوي (بيروت: دار المعرفة، ط ٣، ١٤٢١/ ٢٠٠٥)، ص ٧١
(١) الحريري: مقامات الحريري، ص ٣٣٥.
(٢) عن عائشة رضي الله عنها "أن بعض أزواج النبي - صلى الله عليه وسلم - قلن للنبي - صلى الله عليه وسلم -: أيُّنا أسرعُ بك لُحُوقًا؟ قال: "أطولُكن يدًا". فأخذوا قصبة يذرعونها، فكانت سودةُ أطولَهن يدًا، فعلمنا بعد أنما كانت طول يدها الصدقة، وكانت أسرعَنا لحُوقًا به، وكانت تحب الصدقة". صحيح البخاري، "كتاب الزكاة"، الحديث ١٤٢٠، ص ٢٢٩؛ ولفظ مسلم: "عن عائشة أم المؤمنين قالت: "قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أسرعُكُنَّ لِحَاقًا بِي، أطْولُكُنَّ يدًا". قالت: فكن يتطاولن أيتهن أطولُ يدًا. قالت: فكانت أطولَنا يدًا زينب؛ لأنها كانت تعمل بيدها وتَصَدَّقُ". صحيح مسلم، "كتاب فضائل الصحابة - رضي الله عنهم -"، الحديث ٢٤٥٢، ص ٩٥٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>