للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ابنُ الأعرابي: "سألتُ بعضَ العرب عنه فقال لي: هو شيء نَتِدُ به كلامَنا" (١) أي: نشده ونقويه، كما يُشَدُّ البيتُ بالوتد.

وقولي: "في الدلالة"، لإخراج التوكيد المعنوي، وهو لفظ النفس والعين؛ فإنهما لا يدلان على ما يدل عليه الاسمُ الموكد قبل جلبهما للتأكيد.

واعلم أن اللفظَ المترادف قد يرادف لفظًا من نوعه، وهو الغالبُ الكثير، كمرادفة الاسم للاسم، والفعل للفعل، والحرف للحرف. وقد يرادف لفظًا من غير نوعه، وهو قليل، كمرادفة أسماء الأفعال للأفعال الدالة على معناها، كمرادفة شتان لـ (بَعُدَ)، وصَهْ لـ (اسْكُتْ). ولا يرادف فعلٌ اسْمًا، ولا يرادف فعلٌ حرفًا، إلا نادرًا جدًّا، كمرادفة ليس لا النافية. ولا يرادف حرفٌ اسْمًا بحال؛ لأن ما في الحرف من المعنى الجزئي يمنع من دلالته على تمام يدل عليه الاسم (٢). ولا يرادف حرفٌ فعلًا


(١) الزركشي، بدر الدين محمد بن بهادر بن عبد الله: البحر المحيط في أصول الفقه، تحقيق محمد محمد تامر (بيروت: دار الكتب العلمية، ط ١، ١٤٢١/ ٢٠٠٠)، ج ١، ص ٤٨٣. والإتباع - كما عرَّفه ابن فارس ونقله الزركشي (المرجع نفسه، ص ٤٨١) هو "أن تُتْبعَ الكلمةُ الكلمةَ على وزنِها أو روِيِّها إشْباعًا وتأكيدًا (توكيدًا) ". ابن زكريا: الصاحبي في فقه اللغة العربية، ص ٢٠٩ (وقد ساق الكلام الذي استشهد به المصنف على معنى الإتباع دون ذكر راويه).
(٢) إلا ما شذ من معاملة بعض حروف الجر معاملةَ أسماء معانيها الكلية، كدلالة "على" على معنى العلو المطلق في قول الشاعر: "غَدَتْ مِنْ عَلَيْهِ بَعْدَ مَا تَمَّ ظِمْؤُهَا"، وكذلك (عن) في قول الآخر: "مِنْ عَنْ يَمِينِ الحُبَيَّا نَظْرَةٌ قَبَلُ". - المصنف. والشطر الأول لمزاحم بن عمرو بن مرة بن الحارث، من بني صعصعة، شاعر بدوي غزِل، شجاع، كان في زمن جرير والفرزدق، وشهدا له بالتقدم في الشعر. وتمام البيت:
غَدَتْ مِنْ عَلَيْهِ بَعْدَ مَا تَمَّ ظِمْؤُهَا ... تَصِلُّ وَعَنْ قَيْضٍ بِزِيزَاءَ مَجْهَلِ
وهو من قصيدة طويلة من أربعة وثمانين بيتًا، طالعها:
خَلِيلَيَّ عُوجَا بِي عَلَى الرَّبْعِ نَسْأَلِ ... مَتَى عَهْدُهُ بِالظَّاعِنِ المُتَحَمِّلِ
البغدادي، عبد القادر بن عمر: خزانة الأدب ولب لباب لسان العرب، تحقيق عبد السلام محمد هارون (القاهرة: مكتبة الخانجي، ط ٤، ١٤١٨/ ١٩٩٧)، ج ١٠، ص ١٥٠؛ البغدادي: =

<<  <  ج: ص:  >  >>