(٢) ابن العربي، أبو بكر: أحكام القرآن، ج ٢، ص ٢٧٢ (وقد ساق المصنف كلامَ ابن العربي بتصرف يسير). وانظر السيوطي: المزهر، ج ١، ص ٣١٨. هذا ومع ما أُثر عن أبي علي الفارسي مما يفيد ظاهره إنكار الترادف، إلا أن تلميذه ابن جني قد أثبت أنه من القائلين به حيث قال "باب في تلاقي المعاني على اختلاف الأصول والمباني" من الخصائص: "وكان أبو علي رحمه الله يستحسن هذا الموضع جدًّا، وينبه عليه، ويُسَرُّ بما يُحضره خاطره منه"، ثم ذكر نماذج مما كان شيخه يمثل له من باب الترادف: "وقال أبو علي رحمه الله: قيل له حبِيٌّ كما قيل له سحاب، تفسيره أن حبيًّا فعيل من حبا يحبو، وكان السحاب لثقله يحبو حبوًا، كما قيل له سحاب وهو فعَال من سحب؛ لأنه يسحب أهدابه، وقد جاء بكليهما شعرُ العرب". أما ابن جني فقد عد الترادف ميزةً للعربية تشرف بها فخصه بباب "في تلاقي المعاني على اختلاف الأصول والمباني" وصفه بقوله: "هذا فصلٌ من العربية حسن، كثير المنفعة، قوي الدلالة على شرف هذه اللغة". ابن جني: الخصائص، ج ١، ص ٤٧٤. (٣) من شعر قاله عدي بن زيد العبادي تصويرًا للقصة المشهورة للزباء ملكة الجزيرة في شمال العراق، التي سعى عمرو بن عدي لقتلها انتقامًا لخاله جذيمة الأبرش الذي قيل إن الزباء غدرت به فقتلته. وعندما وصل إليها عمرو بعد ضروب من التحيل والمتاعب وأوشك على النيل منها، سَمَّتْ نفسَها وقالت قولتها المشهورة: "بيدي لا بيد عمرو". وصدر البيت الذي ذكر المصنف مصراعه الثاني: "وقددت الأديم لراهشيه". أما القصيدة فأولها: =