(٢) لم أتمكن من توثيق هذا الكلام المنسوب للخطيب التبريزي فيما أمكنني مراجعته من كتب اللغة والأدب، بما فيها مصنفاته هو نفسه. ولعل ضليعًا في علوم العربية يدلني عليه. (٣) قال السيوطي: "قال الجوهري في الصحاح: سائرُ الناس جميعُهم. قال ابن الصلاح في مشكلات الوسيط قال الأزهري في تهذيبه: أهلُ اللغة اتَّفقوا على أن معنى سائر: الباقي، ولا التفات إلى قول الجوهري؛ فإنه ممَّن لا يُقْبَل ما يَنْفَرد به. انتهى. وقد انتصر للجوهري بأنه لم ينفرد به، فقد قال الجواليقي في شرح أدب الكتاب: إن سائر الناس بمعنى الجميع، وقال ابنُ دُريد: سائر الناس يقع على مُعْظمه وجُلّه. وقال ابن برّي: يدلُّ على صحَّة قول الجوهري قول مضرّس: فَمَا حَسَنٌ أَنْ يَعذُرَ المرءُ نَفْسَه ... وَلَيْسَ لَهُ منْ سَائر النَّاس عاذرُ". المزهر، ج ١، ص ١٠٥ - ١٠٦. وقد حكى ابن معصوم (ت ١١٢٠ هـ) هذا الكلام المنسوب إلى الأزهري، وذكر أن حكمه على الجوهري "بالغلط من وجهين: تفسيره له بالجميع، وذكره في س ي ر، وحقه أن يُذكر في س أر؛ لأنه من السؤر بالهمز". ثم أضاف: "وتعقبه النواوي [كذا! ] فقال: بل هي لغة صحيحة لم ينفرد الجوهري بها"، إلخ. ابن معصوم المدني الحسيني، علي بن أحمد بن محمد: الطراز الأول والكناز بما عليه من لغة العرب المعوَّل (لندن: مؤسسة آل البيت لإحياء التراث، ١٤٣١ هـ)، ص ٢٧٣ - ٢٧٤. وبالرجوع إلى مصنفات الأزهري، لم نجد هذا الكلام المنسوب إليه، لا في معجمه "تهذيب اللغة" ولا كتاب "الزاهر في غريب ألفاظ الشافعي". وانظر كلام الجوهري: "وسائر الناس: جميعهم" في: الصحاح، ج ٢، ص ٦٩٢ (باب الراء - فصل السين).