للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقد رأيتُ في نسخة صحيحة من القاموس - مصرية الخط نفيسة نسخت سنة ٩٣٨ هـ بخط محمد عمر الخفاجي الأزهري (١) - ثبت فيها ما نصُّه: "وصوت مجسَّد - كمعظَّم - مرقومٌ على نغمات ومِجْنَة" (بميم وجيم ونون وهاء، وشكلها بكسرة تحت الميم وسكون على الجيم وفتحة على النون)، وهي من عدة نسخ بخزانة كتبي. وفي نسخة صحيحة أخرى - نسخت سنة ٩٩٣ هـ موجودة بخزانتي أيضًا كتب في آخرها أنها بخط "الصالح الفاضل والعالم الكامل منصور الحلبي نسبًا الزبيدي مولدًا رحمه الله"، وكتب في آخرها أنها "صححت على أم وأصل صحيح عليه خط المصنف رحمه الله سنة ١٠٠٢ هـ" - كتبت كلمة "محنة" بدون نقط أصلًا، وذلك يدل على مثار اختلاف نسخ "القاموس" في ذلك اللفظ. فالظاهر أنه ثبت في أصل الفيروزآبادي بدون نقط، فحاكى الناسخُ صورةَ اللفظ كما وجدها لعدم اهتدائه إلى إعجامه.

وإذ قد عزا صاحبُ "تاج العروس" تلك الجملة إلى الخليل، ولم يكن كتاب "العين" للخليل موجودًا (٢)، فبنا أن نرجع إلى الكتب المتابعة لكتاب "العين" لنتمكن من فهم هذه الجملة التي هيَ من أمهات الكلمات اللغوية. فلما وجدنا الزبيدي قد عدل عن ذكرها في "مختصر العين"، ووجدنا ابن سيده عدل عنها أيضًا في كتابه "المحكم والمحيط الأعظم" الذي هو كالمختصر لكتاب "العين" (٣)، علمنا


(١) وهو والد شهاب الدين الخفاجي، وقد ذكره الشهاب في ترجمة نفسه في كتاب "ريحانة الألباب" فقال: "ومقام والدي غنِيٌّ عن المدح، والورق بأوكارها لا تعلم الصدح". - المصنف. (جاء هذا التعليق في المتن، وقد رأينا وضعه في الهامش أنسب). الخفاجي، شهاب الدين أحمد بن محمد بن محمد بن عمر: ريحانة الألبَّا وزهرة الحياة الدنيا، نشرة بعناية أحمد عناية هارون (بيروت: دار الكتب العلمية، ط ١، ١٤٢٦/ ٢٠٠٥)، ج ٢، ص ١٥٠.
(٢) من البين من كلام المصنف أن كتاب "العين" لم يكون مطبوعًا ولا متداولًا حين كتابة هذا المقال. أما وقد أصبح الكتاب منتشرًا فقد زال اللبس وارتفع الشك حول العبارة مثار الجدل، أعني عبارة "محنة". وسيأتي توثيقها في الحاشية التالية.
(٣) صاحب "المحكم" هو علي بن إسماعيل المعروف بابن سيده المرسي الأندلسي المتوفَّى سنة ٤٥٨ هـ. وصاحب "مختصر العين" هو أبو بكر محمد بن الحسن الزبيدي الأندلسي المتوفَّى سنة ٣٧٩ هـ - المصنف.

<<  <  ج: ص:  >  >>