للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ممسكٌ بالتلابيب. فالعلامة البستاني قد جاء بمزيج من اختصار وتفسير وتصحيف (١)، لا يسلمه عارف، ويؤاخذه عليه المطلع المنصف. ولقد كفانا الأستاذ الكرملي أمرَ نقده بما لا يزيد عليه من بعده. وأما فريتاغ (٢) فقد احتكم حكمَ المستبد، فجعل وصفَ الصوت المجسد مأخوذًا من المصبوغ بالجساد أو الزعفران تقريبًا، يريد منه ترجيحَ لفظ "محسنة". فبقي أن نعود إلى تحقيق هذه العبارة الواقعة في معاجم اللغة المعتبرة.

وقد ذكر الأستاذ الكرملي عن نسختي القاموس لفظي "مجنة ومحسنة"، ونقل كلامَ صاحب "تاج العروس" في شرحه لتخطئة النسخة التي بلفظ محسنة (٣). فيلزم تخطئةُ صاحب "اللسان" أيضًا؛ لأنه اقتصر عليها.


= وقد اخترتُ في ترتيبه اعتبارَ أوَّل حرف من الكلمة دُونَ الأخير منها بخلاف اصطلاح الجمهور؛ لأن ذلك أيْسَرُ في التفتيش عليها. ولأجل التسهيل على الطالب ميَّزْتُ بينَ الأفعال والأسماء وبين المُجَرَّد والمَزِيد من الفريقَين - كُل نوع على حِدَتِه مُنْدَرِجًا مع نظيره من الأبنِية". توفي المعلم بطرس البستاني سنة ١٨٨٣. البستاني، المعلم بطرس: محيط المحيط: قاموس مطول للغة العربية (بيروت: مكتبة لبنان، ١٩٨٧)، ص ٥.
(١) قال البستاني: "وصوت مجسَّد، أي: قائمٌ على نغمات مُحِنة، أي: مطربة". محيط المحيط، ص ١٠٩.
(٢) هو جورج فيلهلم فريتاغ Georg Wilhelm Friedrich Freytag، مستشرق ألماني (١٧٨٨ - ١٨٦١) درس اللغات العربية والتركية والفارسية في باريس على يد المستشرق الفرنسي سيلفستر دي ساسي Silvestre de Sacy. عين سنة ١٨١٩ أستاذًا للغات الشرقية بجامعة بون التي كانت في بداية نشأتها، واستمر فيها حتى وفاته. من مصنفات فريتاغ "قاموس عربي لاتيني"، وكتاب بعنوان "منتخبات عربية في النحو والتاريخ". كما حقق ونشر "ديوان الحماسة" لأبي تمام، وأجزاء من "زبدة الحلب في تاريخ حلب" لابن العميد، و"فاكهة الخلفاء" لابن عربشاه. ولم أقف على كلامه الذي انتقده فيه المصنف بشأن رأيه في المسألة موضوع البحث.
(٣) قال الزبيدي: "وقال الخليل: يقال: صوت مجسَّد - كمعظَّم - مرقوم على نغمات ومحنة. هكذا في النسخ، وفي بعضها: مرقوم على محسنة ونغم، وهو خطأ". تاج العروس، ج ٧، تحقيق عبد السلام هارون (الكويت: المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، ١٤١٥/ ١٩٩٤)، ص ٥٠١. ونص عبارة الخليل: "صوت مجسَّد، أي: مرقوم على محنة ونغمات". الفراهيدي: كتاب العين، ج ١، ص ٢٤١.

<<  <  ج: ص:  >  >>