للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وهذه الطرقُ كلُّها متكلَّمٌ فيها. فأما الأول ففيه عاصم بن بهدلة - المعروف بابن أبي النجود (١) - عن زِرِّ بن حُبَيش، وقد ضعَّفه من جهة ضبطه وحفظه ابنُ سعد ويعقوبُ وأبو حاتم وابن علية وابن حراش والعقيلي ويحيى القطان، وضعفه العجلي في روايته عن زِرِّ بن حُبَيش. ولذلك لم يُخَرِّج له البخاري ومسلم إلا مقرونًا بغيره. فحديثُه قيل: حسنٌ لا يبلغ مرتبةَ الصحة، وقيل: دون الحسن. وهو الظاهرُ الجاري على قاعدة الحديث الحسن، وإن كان الترمذي وسمه بالحسن والصحة. (٢) قلت: على أنه ليس فيه ذكرُ المهدي، ولكن ذكر رجل من آل البيت يلي أمرَ المسلمين.

وأما الطريقُ الثاني، ففيه فِطْر بن خليفة. وقد طعن فيه أحمد بن عبد الله بن يونس والدارقطني وابنُ عياش والجرجاني، على أنه ليس فيه ذكرُ المهدي. وأما الطريق الثالث، ففيه علي بن نُفَيل، وقد ضعفه أبو جعفر العقيلي وابن عدي في الكامل بنقل المقدسي في ذخيرة الحفاظ. (٣) وأما الطريق الرابع، ففيه عمران القطان، وقد ضعَّفه ابن معين والنسائي، وطعن فيه يزيد بن زريع وأبو زرعة. (٤)


(١) هو عاصم ابن أبي النجود، مقرئ الكوفة، وأحد الأئمة السبعة المشهورين. ولد في إمرة معاوية، ويعد من صغار التابعين. قرأ القرآن على أبي عبد الرحمن السلمي من كبار التابعين وأحد القراء الذين بعثهم عثمان بن عفان - رضي الله عنه - إلى الأمصار ليُعَلِّموا الناسَ القرآن الكريم على المصحف الذي بعث به إليهم، كما أخذ عن التابعي الجليل زر بن حبيش الأسدي وغيرهما، وحدَّث عنه خلقٌ كثير منهم: عطاء بن أبي رباح، وأبو عمرو بن العلاء، وشعبة، والثوري، وابن عيينة. وممن أخذ عنه القراءة أبو بكر بن عياش، وحفص بن سليمان، وسليمان بن مهران الأعمش وغيرهم. انتهت إليه رئاسة الإقراء بعد شيخه أبي عبد الرحمن السلمي. توُفِّيَ عاصم في آخر سنة ١٢٧.
(٢) فقد قال الترمذي: "هذا حديث حسن صحيح". سنن الترمذي، "كتاب الفتن"، الحديث ٢٢٣١، ص ٥٣٦.
(٣) المقدسي: ذخيرة الحفاظ، الحديث ٥٧٢٣، ج ٤، ص ٢٤٦٩ - ٢٤٧٠.
(٤) معرفة الرجال للإمام أبي زكريا يحيى بن معين، تحقيق محمد كامل القصار (دمشق: مجمع اللغة العربية، ١٤٠٥/ ١٩٨٥)، ج ١، ص ٧٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>