للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الطريق السابع: روى ابن ماجه من طريقٍ فيه عبد الرزاق بن همّام (١) إلى ثوبان أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "يقتتل عند كنزكم ثلاثةٌ كلُّهم ابن خليفة، ثم لا يصير إلى واحد منهم، حتى تطلع الراياتُ السود من قبل المشرق، فيقتلونهم قتلًا لم يقتله قوم"، ثم ذكر شيئًا لا أحفظه. قال: "إذا رأيتموه فبايعوه ولو حبوًا على الثلج، فإنه خليفة الله المهدي". (٢)

الطريق الثامن: روى ابن ماجه من طريق عبد الله بن لهيعة (٣) إلى عبد الله بن الحارث الصحابي، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "يخرج ناسٌ مِنْ قبل المشرق، فيوطِّئون للمهدي". (٤)


(١) هو أبو بكر عبد الرزاق بن همام بن نافع، الحميري، الصنعاني، مولاهم، الحافظ الكبير، عالم اليمن. قيل ولد سنة ١٢٦ هـ. ارتحل إلى الحجاز والشام والعراق، وسافر في تجارة. حدَّث عن والده همام، وعن هشام بن حسان، وعبيد الله بن عمر، وأخيه عبد الله، وعبد الملك بن جريج، ومعمر بن راشد، وحجاج بن أرطاة، وعبد الملك بن أبي سليمان، والمثنى بن الصباح، ومالك بن أنس، وعبد الرحمن الأوزاعي، وسفيان الثوري، وغيرهم. وحدث عنه شيخُه سفيان بن عيينة، ومعتمر بن سليمان، وأحمد بن حنبل، وإسحاق بن راهويه، ويحيى بن معين، وعلي ابن المديني، وآخرون كثيرون. توفِّيَ الإمام عبد الرزاق سنة ٢١١ هـ.
(٢) سنن ابن ماجه، "أبواب الفتن"، الحديث ٤٠٨٤، ص ٥٩٥. قال السندي في شرح هذا الحديث: "قوله: عند كنزكم، أي مُلككم. وقال ابن كثير: الظاهر أن المراد بالكنز المذكور كنز الكعبة". سنن ابن ماجه بشرح السندي، ج ٤، ص ٤١٢ - ٤١٣.
(٣) هو أبو عبد الرحمن عبد الله بن لهيعة بن عقبة، الحضرمي، قاضي مصر، توفِّي سنة ١٧٤ هـ. قال ابن عدي: "له من الروايات والحديث أضعاف ما ذكرت، وأحاديثه حسان، وما قد ضعفه السلف هو حسن الحديث يُكتب حديثُه. وقد حدث عنه الثقات: الثوري ومالك وعمرو بن الحارث والليث بن سعد". المقريزي: مختصر الكامل، ص ٤٥٠ - ٤٥١. وقال الخطيب: "وكان عبد الله بن لهيعة سيئ الحفظ، واحترقت كتبه، وكان يتساهل في الأخذ، وأي كتاب جاؤوه به حدث منه، فمن هناك كثرت المناكير في حديثه". الخطيب البغدادي، أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت: الكفاية في علم الرواية، نشرة بعناية زكريا عميرات (بيروت: دار الكتب العلمية، ط ١، ١٤٢٧/ ٢٠٠٦)، ص ١٤٠. وقال الذهبي: "ضعفوه، ولكن حديث ابن المبارك وابن وهب والمقري عنه أحسن وأجود، وبعض الأئمة صحح رواية هؤلاء هنه واحتج بها". ديوان الضعفاء والمتروكين، ج ٢، ص ٥٧ - ٥٨.
(٤) أي يوطئون له سلطانه ويمهدونه. سنن ابن ماجه، "أبواب الفتن"، الحديث ٤٠٨٨، ص ٥٩٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>