للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فإنه لم يقل: المستسلم مهضوم مثلًا، بل أتى بالموصول ليشير بالصلة إلى علة الحكم؛ وكاختيار المضاف على الاسم العلم في قوله تعالى: {يَاأَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ} [البقرة: ٢١].

وقد يُؤتَى بالمسند إليه نكرةً لعدم الداعي للتعريف، نحو [قوله تعالى]: {وَجَاءَ رَجُلٌ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ يَسْعَى} [القصص: ٢٠]، فدل على أن المسند إليه فردٌ مبهم من جنس، ثم يتوصل المتكلم بذلك إلى إفادة التعظيم تارة والتحقير أخرى. وقد جمعهما قولُ مروان بن أبي حفصة (١):

لَهُ حَاجِبٌ عَنْ كُلِّ أَمْرٍ يُشِينُهُ ... وَلَيْسَ لَهُ عَنْ طَالِبِ العُرْفِ حَاجِبُ (٢)


(١) هو المكنى بابن أبي السّمط، وهي كنية أبي حفصة لم تشتهر عند الأدباء. وقد نسب هذا البيت إليه بعنوان هذه الكنية فتوقف في معرفته الكاتبون، حتى إن صاحب معاهد التنصيص ترك موضع ترجمتَه هنا بياضًا. - المصنف. قال ابن خلكان في ترجمته: "أبو السمط - وقيل أبو الهندام - مروان بن أبي حفصة سليمان بن يحيى بن أبي حفصة يزيد، الشاعر المشهور. كان جده أبو حفصة مولى مروان بن الحكم بن أبي العاصي الأموي، فأعتقه يوم الدار؛ لأنه أبلى يومئذ، فجعل عتقه جزاءه، وقيل إن أبا حفصة كان يهوديًّا طبيبًا أسلم على يد مروان بن الحكم. ويزعم أهل المدينة أنه كان من موالي السموأل بن عادياء اليهودي المشهور بالوفاء، صاحب القصة المشهورة مع امرئ القيس بن حجر الشاعر المشهور، وأن أبا حفصة سبي من اصطخر، وهو غلام فاشتراه عثمان - رضي الله عنه -، ووهبه لمروان بن الحكم. ومروان بن أبي حفصة الشاعر المذكور من أهل اليمامة، وقدم بغداد ومدح المهدي وهارون الرشيد، وكان يتقرب إلى الرشيد بهجاء العلويين، ومروان المذكور من الشعراء المجيدين، والفحول المقدمين". ابن خلكان، أبو العباس شمس الدين أحمد بن محمد بن أبي بكر: وفيات الأعيان، ج ٥، ص ١٨٩. ولد مروان بن أبي حفصة سنة ١٠٥/ ٧٢٣ وتوفي سنة ١٨٢/ ٧٩٨؛ ابن قتيبة: الشعر والشعراء، ص ٤٦٠؛ وانظر تفاصيل كثيرة من أخباره وشعره في: الأصفهاني: الأغاني (نشرة الحسين)، ج ٤/ ١٠، ص ٥٤ - ١١٢.
(٢) البيت لم يذكره ابن قتيبة ولا الأصفهاني ولا ابن خلكان، ولم يورده حسين عطوان لا في الصحيح من شعر مروان ولا فيما يُنسب له ولغيره (شعر مروان بن أبي حفصة، جمعه وحققه حسين عطوان [القاهرة: دار المعارف، ط ٢، ١٩٨٢]). وهو لابن أبي السِّمط (أي مروان بن أبي حفصة) عند الخطيب القزويني، ولأبي الطمحان مولى ابن أبي السمط عند أبي هلال العسكري. =

<<  <  ج: ص:  >  >>