(٢) حكى الأصمعي قال: "سمعت جارية أعرابية تنشد وتقول: أَسْتَغْفِرُ اللهَ لِذَنْبِي كُلِّهْ ... قَبَّلْتُ إِنْسَانًا بِغَيْرِ حِلِّهْ مِثْلَ الغَزَالِ نَاعِمًا فِي دَلِّهْ ... فَانْتَصَفَ اللَّيْلُ وَلَمْ أُصَلِّهْ فقلتُ لها: قاتلك الله ما أفصحكِ! فقالت: ويحك! أَوَ يُعَدُّ هذا فصاحة مع قوله تعالى: {وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلَا تَخَافِي وَلَا تَحْزَنِي إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ (٧)} [القصص: ٧]، فجمع في آية بين أمرين ونهيين وخبرين وبشارتين". القرطبي، أبو عبد الله محمد بن أحمد بن أبي بكر: الجامع لأحكام القرآن، تحقيق عبد الله بن عبد المحسن التركي وآخرين (بيروت: مؤسسة الرسالة، ط ١، ١٤٢٧/ ٢٠٠٦)، ج ١٦، ص ٢٣٤. وفي رواية أنه قال: "فأعجبتُ بفهمها وذكائها، كما أعجبتُ بفصاحتها". وانظر كذلك: اليحصبي، القاضي أبو عياض ابن موسى: الشفا بتعريف حقوق المصطفى (بيروت: دار ابن حزم، ط ١، ١٤٢٣/ ٢٠٠٢)، =