للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تعالى]: {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (٢)} إلى قوله: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ} [الفاتحة: ٢ - ٥]، فإن مقتضى الظاهر أن يقول: إياه نعبد، وقوله: {وَاللَّهُ الَّذِي أَرْسَلَ الرِّيَاحَ فَتُثِيرُ سَحَابًا فَسُقْنَاهُ} [فاطر: ٩]، فإن مقتضى الظاهر أن يقال: فساقه. وله نكتٌ تزيده حُسْنًا في الكلام، لها بيانٌ في المطولات (١).


(١) انظر في ذلك: السكاكي: مفتاح العلوم، ص ٢٩٦ - ٣٠٤ ٣٨٧ (نشرة هنداوي)، القزويني: الإيضاح، ص ٦٨ - ٧٠؛ العلوي اليمني، الإمام يحيى بن حمزة بن علي بن إبراهيم: كتاب الطراز المتضمن لأسرار البلاغة وعلوم حقائق الإعجاز، نشرة بعناية محمد عبد السلام شاهين (بيروت: دار الكتب العلمية، ط ١، ١٤١٥/ ١٩٩٥)، ص ٢٦٥ - ٢٦٩؛ ابن الأثير: المثل السائر، ج ٢، ص ٣ - ١٦؛ ابن الأثير، عز الدين: الجامع الكبير في صناعة المنظوم من الكلام والمنثور، تحقيق عبد الحميد هنداوي (القاهرة: دار الآفاق العربية، ١٤٢٨/ ٢٠٠٦)، ص ٢٢٧ - ٢٣١. تجدر الإشارة هنا إلى أن هناك اختلافًا في نسبة هذا الكتاب إلى أحد إخوة ثلاثة: مجد الدين أبي السعادات المبارك بن محمد بن محمد بن عبد الكريم ابن الأثير (٥٤٤ - ٦٠٦ هـ) صاحب "جامع الأصول في أحاديث الرسول"، وعز الدين أبي الحسن علي بن محمد بن محمد بن عبد الكريم ابن الأثير (٥٥٥ - ٦٣٠ هـ) صاحب كتاب "الكامل" في التاريخ، ونصر الله أبي الفتح ضياء الدين بن محمد بن محمد بن عبد الكريم ابن الأثير (٥٥٨ - ٦٣٧ هـ) صاحب كتاب "المثل السائر". ولم يتردد الأستاذان مصطفى جواد وجميل سعيد - محققا الكتاب في طبعته الصادرة ببغداد عن المجمع العلمي العراقي سنة ١٣٧٥/ ١٩٥٥ - في نسبته إلى ضياء الدين ابن الأثير، على الرغم من اعتمادهما في التحقيق على مخطوطة واحدة. وكذلك جزم الشيخ محمد الطاهر ابن عاشور بنسبته إليه في حاشية بشرحه على مقدمة المرزوقي لشرح ديوان الحماسة وفي المقال الذي خص به كتاب "الجامع الكبير" (وكلاهما في هذا القسم من الكتاب)، مجريًا مقارنة داخلية بينه وبين كتاب "المثل السائر" من حيث أسلوب كل منهما ومسائله. إلا أن الدكتور عبد الحميد هنداوي في تحقيقه الجديد لكتاب "الجامع الكبير" لا يقف عند التشكيك في هذا النسبة، بل يرجح كونه من تأليف الأوسط من الإخوة الثلاثة، أعني عز الدين ابن الأثير، دونما أدلة كافية ومقنعة سوى أن كتب التراجم قد نسبت الكتاب له ولم تنسبه لأخيه ضياء الدين (انظر مقدمته للجامع الكبير، ص ٣٢ - ٣٧). ومع ذلك لم يخلُ أمره من تناقض، فهو يستكمل بعضَ مواضع النقص التي واجهته في المخطوط الذي اعتمده في التحقيق من كتاب "المثل السائر" لضياء الدين ابن الأثير، ويورد شواهد منه لتفصيل ما جاء مجملًا في "الجامع الكبير". وإذا كان هذا يعني شيئًا فإنما يعني أن الكتابين قد صدرا عن مشكاة واحدة، وأن مؤلفهما قد رأى ما بينهما من تكامل فأجمل في أحدهما ما فصله في الآخر، وفصل في هذا ما أجمله في ذاك. ولو أن الأستاذ هنداوي أخذ بعين الاعتبار هذا التكامل الموضوعي =

<<  <  ج: ص:  >  >>