للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

اجتماعَ الفرح والأسف وجريان دمع مع ابتسام بوابلِ غيثٍ في وقت الضحى (١)، وإما أن يكونَ بالأخذِ من الغير مع حسن التصرف، نحو قوله:

النَّاسُ لِلْمَوْتِ كَالْخَيْلِ الطَّرَادْ ... فَالسَّابِقُ السَّابِقُ مِنْهَا الْجَوَادْ (٢)

أخذًا من حديث: "إنَّما يعجل الله بخياركم" (٣)، أو بتركيب شيئين معروفين بالجمع بينهما، مثل قول مَنْ قال:

لَا أَرْكَبُ الْبَحْرَ خَوْفًا ... عَلَيَّ مِنْهُ المَعَاطِبْ


(١) الراجح أن المصنف يقصد ما جاء في بداية قصيدة قالها ابن نباتة يمدح السلطان الأفضل ويعزيه في والده المؤيد، حيث يقول:
هَنَاءٌ مَحَا ذَاكَ الْعَزَاءَ المُقَدَّمَا ... فَمَا عَبَسَ الْمَحْزُونُ حَتَّى تبَسَّمَا
ثُغُورُ ابْتِسَامٍ فِي ثُغُورِ مَدَامِعِ ... شَبِيهَانِ لَا يَمْتَازُ ذُو السَّبْقِ مِنْهُمَا
نَرُدُّ مَجَارِي الدَّمْعِ وَالبِشْرُ وَاضِحٌ ... كَوَابِلِ غَيْثٍ فِي ضُحَى الشَّمْسِ قَدْ هَمَا
سَقَى الغَيْثُ عَنَّا تُرْبَةَ المَلِكِ الَّذِي ... عَهِدْنَا سَجَايَاهُ أَبَرَّ وَأَكْرَمَا
ابن نباتة المصري الفاروقي، الشيغ جمال الدين: ديوان ابن نباتة المصري، تقديم محمد القلقيلي (بيروت: دار إحياء التراث العربي، بدون تاريخ، وهي نشرة مصورة عن طبعة قديمة)، ص ٤٢٩.
(٢) هذا البيت لابن النبيه، وهو أبو الحسن كمال الدين علي بن محمد بن الحسن بن يوسف بن يحيى بن النبيه، شاعر وأديب مصري، تولى ديوان الإنشاء للملك الأشرف الأيوبي، ورحل إلى نصيبين وسكنها، وتوفي بها. نعته ابن خلكان بالشاعر البليغ. كانت وفاته سنة ٦١٩ هـ. له ديوان شعر مدح فيه الأيوبيين وخاصة الأشرف. والبيت هو مطلع قصيدة يرثي فيها أحد أبناء الملك الأشرف. ديوان ابن النبيه (بيروت: مطبعة جمعية الفنون، ١٢٩٩)، ص ٨.
(٣) لم أعثر على ما يفيد ثبوت هذا الحديث في شيء من كتب السنة، ولكن أورد ابن حبان عن خالد بن شوذب الجشمي أنه قال: "سمعت الحسن البصري يقول: من رأى محمدًا فقد رآه غاديًا رائحًا، لم يضع لبنة على لبنة ولا قصبة على قصبة، رفع له علم فشمر إليهن الوحي الوحي، ثم النجاء النجاء على ما تعرجون، وقد أسرع بخياركم وذهب بنبيكم، وأنتم كل يوم ترذلون! العيان العيان! " البستي، أبو حاتم محمد بن حبان بن أحمد التميمي: كتاب الثقات (حيدرآباد الدكن: مطبعة دائرة المعارف العثمانية، ط ١، ١٣٩٨/ ١٩٧٨)، ج ٦، ص ٢٦١.

<<  <  ج: ص:  >  >>