للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وتسمى مقاطيع جمع مقطوع، وتسمى قطعًا جمع قطعة، وهي ما كان من الشعر أقلَّ من ستة عشر بيتا. ووصفُ ديوان الحماسة بذلك باعتبار غالبه، وإن كان قد يوجد فيه ما يزيد على ستة عشر بيتًا من قصائد كاملة أو بعضها.

و"المقصَّدات" جمع المقصَّدة، وهي القصيدة وجمعها قصائد، واسم الجمع قصيد، وقد يُطلق القصيدُ على القصيدة باعتبار الجنس. والقصيدة طائفةٌ من الشعر زائدة على خمسة عشر بيتًا، وهذه الأسماء مشتقة من القصد؛ لأن قائلَها قصدها واعتمدها. فأما المَقصَّدة فلأن الشاعر جعلها قصيدة، وما دون القصيدة يسمى قطعة. والذي "دوّنه المفضّلُ" هو الديوان المعروف بالمفضليات، يشتمل على مائة وأربع وعشرين قصيدة اختارها إجابةً لرغبة أبي جعفر المنصور لفائدة ابنه المهدي، وجامعها هو المفضل بن محمد بن يعلى الضبي الكوفي، الراوية اللغوي، توُفِّيَ سنة ١٦٨ هـ. وعلى "المفضليات" شرحٌ للمرزوقي، ذكره ياقوت (١). وقوله "إلى كل غاية"، أي إلى غايات كثيرة، فإن كلمة كل تستعمل في الكثرة للمبالغة دون قصد الشمول كقول النابغة:

بِهَا كُلُّ ذَيَّالٍ وَخَنْسَاءَ تَرْعَوِي ... إِلَى كُلِّ رَجَّافٍ مِنَ الرَّمْلِ فَارِدِ (٢)

وفي القرآن: {وَجَاءَهُمُ الْمَوْجُ مِنْ كُلِّ مَكَانٍ} [يونس: ٢٢]. ووقع في نسخة الأستانة "أكمل" عوض "كل"، وهي ظاهرة.

وقوله فقد "فليته": وقع في إحدى النسختين التونسيتين "قلَّبْته" (بقاف ثم لام مشددة ثم موحدة)، وهي أحسن استعارة من فليته؛ لأن الفَلْيَ كلمةٌ مرذولة ينبو الأدباءُ من استعارتها كما سيأتي. والتاء مضمومة، وهي تاء المتكلم حكايةً لقول


(١) الحموي الرومي، ياقوت: معجم الأدباء، ج ٢، ص ٥٠٦ (الترجمة رقم ١٨٣).
(٢) ديوان النابغة الذبياني، ص ٩٠ (نشرة ابن عاشور)، وص ١٣٨ (نشرة محمد أبو الفضل إبراهيم). البيت هو الثالث من قصيدة قالها النابغة لما أغار النعمان بن وائل بن الجُلاح الكلبي على بني ذبيان.

<<  <  ج: ص:  >  >>