للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقد بوب ابنُ رشيق في العمدة بابًا لأشعار الكتاب، فذكر الصولي وبعضًا من جيِّد شعره. وذكر أيضًا محمد بن عبد الملك الزيات، والحسنَ بن وهب، وسعيدَ بن حميد الكاتب. وذكر الوزير أبا الحسن بن الخلال المهدوي وزير بني عبيد (١). وأقول: من شعراء الكتاب لسانُ الدين بن الخطيب السلماني الأندلسي (٢).


= صيغة "مفلق" باعتبارها وصفًا للشعر لا للشاعر، بينما لم يُعَرِّجْ عليها الفيروزآباديُّ بخصوصها. وأضيف إليهما الأزهريَّ في "تهذيب اللغة".
(١) القيرواني: العمدة، ج ٢، ص ٥٦ - ٦٠. يبدو أن المصنفَ عليه رحمة الله وهم فخلط بين موفق الدين يوسف بن محمد بن الخلال المصري، صاحب ديوان الإنشاء بمصر في دولة الحافظ العبيدي المكنى بأبي الحجاج والمتوفى سنة ٥٦٦ هـ (بعد ابن رشيق بحوالي مائة سنة) وأبي الحسن علي بن أبي الرجال الشيباني الرياضي الفلكي الشاعر الكاتب رئيس ديوان المعز بن باديس، وهو الذي ذكره ابن رشيق (ص ٦٠) بعبارات التبجيل حيث قال: "السيد الرئيس أبي الحسن، أيده الله"، وأطراه في مقدمة الكتاب بقوله: "السيد الأمجد، الفذ الأوحد، حسنة الدنيا، وعلم العليا، وباني المكارم، وآبي المظالم، رجل الخطب، وفارس الكتب: أبي الحسن علي بن أبي الرجال، الكاتب، زعيم الكرم، . . ." العمدة، ج ١، ص ١١.
(٢) هو أبو عبد الله لسان الدين محمد بن عبد الله بن سعيد بن عبد الله السلماني، ولد سنة ٧١٣ هـ في مدينة "لوشة" غرب غرناطة، وبها نشأ وعن كبار علمائها أخذ مختلف العلوم، كالأدب واللغة والفقه والطب، فكان واسع المعرفة. وبعد وفاة والده سنة ٧٤١ هـ تولى الكتابة في ديوان الإنشاء خلفًا له، كما تولَّى الوزارة سنة ٧٤٩ هـ خلفًا لأبي الحسن بن الجياب، وكان وزيرًا للسلطان أبي الحجاج يوسف. استمر ابن الخطيب في الوزارة بعد مقتل أبي الحجاج سنة ٧٥٥ هـ, وقيام ابنه محمد الغني بالله خلفًا له. ولما ضعفت بلاد الأندلس وتكالبت عليها جيوش قشتالة، سافر إلى أبي عنان فارس السلطان المريني للاستنجاد به لمقاومة الزحف القشتالي، ونجح لسان الدين في مهمته، فرفعت رتبته وقيمته فلقب بذي الوزارتين: الكتابة والوزارة. وعندما خلع الغني بالله سنة ٧٦٠ هـ، فر ابن الخطيب إلى فاس لاحقًا بالسلطان المخلوع، ولما تمكن هذا الأخير من العودة إلى الحكم، استدعاه من فاس، ورده إلى الوزارة، وأعاد تلقيبه بذي الوزارتين، فعظم نفوذه. وقد أثارت المكانة الرفيعة التي تبوأها ابن الخطيب حسد منافسيه وضغينتهم، فدبروا له المكائد. وقد اضطر بسبب ذلك للفرار إلى مدينة فاس لاجئًا في كنف السلطان المريني أبي فارس عبد العزيز. اتهم ابن الخطيب بالإلحاد والزندقة، لبعض ما جاء في كتابه "روضة التعريف بالحب الشريف" المعروف بكتاب "المحبة"، فأجريت له محاكمة غيابية في غرناطة بحضور كبار العلماء والفقهاء، وأحرقت كتبه. وما زال خصومه يطاردونه حتى دس عليه الوزير سليمان بن داود بعضَ أتباعه فدخلوا عليه في =

<<  <  ج: ص:  >  >>