للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يُفَاخِرُونَ بِهَا مُذْ كَانَ أَوَّلُهُمْ ... يَا لَلرِّجَالِ لشعر غير مسؤوم (١)

ووقع في كلام المؤلف "مكسِبة"، وهو بفتح الميم وكسر السين، اسم مصدرٍ لمعنى الكسب، أي سبب كسب. ووقع في كلامه لفظُ "السُّوَق"، وهو بضم السين وفتح الواو بوزن صُرد، اسم جمع سوقة، والسوقة اسم للجماعة المنسوبة إلى السوق، وهم العامةُ من الناس (٢). و"العِلية"، بكسر العين وسكون اللام، الجماعةُ المعتَلُون، أهلُ الرِّفعة والخصوصية.

• "ومما يدل على أن النثرَ أشرفُ من النظم أن الإعجاز من الله تعالى جده والتحدي من الرسول - عليه السلام - وقعا فيه دون النظم، يكشف ذلك أن معجزاتِ الأنبياء عليهم السلام في أوقاتهم كانت من جنس ما كانت أُممُهم يولَعون به في حينهم، ويغلبُ على طبائعهم، وبأشرف ذلك الجنس. على ذلك كانت معجزةُ موسى - عليه السلام -؛ لأنها ظهرت عليه وزمنُه زمنُ السِّحر والسَّحرة، فصارت من ذلك الجنس وبأشرفه. وكذلك كان حالُ عيسى - عليه السلام -؛ لأن زمنَه كان زَمنَ الطب، فكانت معجزتُه - وهي إحياء الموتى - من ذلك الجنس وبأشرفه. فلما كان زمنُ النبي - صلى الله عليه وسلم - زمنَ الفصاحة والبيان، جعل الله معجزتَه من جنس ما كانوا يُولَعون به وبأشرفه، فتحدَّاهم بالقرآن


(١) الأصفهاني: الأغاني، ج ٤/ ١١، ص ٢٧٦ (نشرة الحسين)؛ وقد أورد الجاحظ البيت الأول دون نسبة. البيان والتبيين، ج ٢/ ٤، ص ٢٦.
(٢) قال المطيري: "قال الجوهري: السوقة الرعية وخلاف الملك. [و] قال ابن منظور: وكثير من الناس يظنون أن السوقة أهل الأسواق. الصحاح واللسان: (سوق). وينظر التكملة للجواليقي". ويضيف الميساوي: قال الجواليقي بعد أن ذكر جملة من الألفاظ التي يخطئ الناس في معناها: "ومن ذلك السوقة: يذهب عوامُّ الناس إلى أنهم أهل السوق، وذلك خطأ. إنما السوقة عند العرب مَن ليس بملِك، تاجرًا كان أو غير تاجر، بمنزلة الرعية التي تسوقها الملوك. وسُموا سوقة؛ لأن الملك يسوقهم فينساقون له، ويصرفهم على مراده. يقال للواحد: سوقة، وللاثنين: سوقة، وربما جُمع سُوَقًا"، ثم ساق على ذلك شواهد من الشعر. الجواليقي، أبو منصور موهوب بن أحمد: تكملة إصلاح ما تغلط فيه العامة، تحقيق حاتم صالح الضامن (دمشق: دار البشائر، ط ١، ١٤٢٨/ ٢٠٠٧)، ص ٥٥ - ٥٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>