للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكان بشارٌ مولًى لبني عُقيل بن كعب من بني عامر، وقع أبوه بُرد في الفَيْء في سبي المهلب من أعجام ما وراء النهر في حدود سنة ٨٠ هـ, وأصله من طخرستان (١)، فصار عبدًا لخِيرَةَ القُشَيرية زوج المهلب بن أبي صُفرة، ثم وهبتْه مولاته خيرةُ لامرأة من بني عُقيل، وتزوج عند امرأة المهلب. وكان برد طيَّانًا (٢) حاذقًا، وُلد له بشار وهو عند العُقيلية، وأعتقت العقيلية بشارًا بعد موت أبيه، فصار مولى عُقيل، ولذلك كان أئمةُ الأدب يلقبونه ببشار العقيلي (٣). وقد قال في شعره:

إِنَّنِي مِنْ بَنِي عُقَيْلِ بنِ كَعْبٍ ... مَوْضِعَ السَّيْفِ مِنْ طُلَى الأَعْنَاقِ (٤)

وقال:

وَقَامَتْ عُقَيْلٌ مِنْ وَرَائِيَ بِالقَنَا ... حِفَاظًا وَعَاقَدْتُ الهُمَامَ المُحَجَّبَا (٥)

وفي البيان للجاحظ عن حمّاد عَجْرَد (٦) أنه كان يقول: إن بشارًا مولى لبني سَدُوس، وكان مولى امرأة منهم يقال لها: أم ظِباء (٧). والتحقيق أن بشارًا كان ينزل


(١) ويقال: طُخَارُستان وهي من نواحي خراسان، وأشهر مدنها الطالقان. - المصنف.
(٢) الطيان: من يعالج الطين فيضربه لبنًا للبناء.
(٣) الأصفهاني: كتاب الأغاني، ج ٣، ص ١٣٦ - ١٣٧ (نشرة القاهرة)؛ الأغاني، ج ١/ ٣، ص ٦٤٢ (نشرة الحسين)؛ ديوان بشار بن برد، ج ٢/ ٤ (الملحقات)، ص ١٣٧.
(٤) الأصفهاني: كتاب الأغاني، ج ٣، ص ١٣٩ (نشرة القاهرة)؛ الأغاني، ج ١/ ٣، ص ٦٤٤ (نشرة الحسين)؛ ديوان بشار بن برد، ج ٢/ ٤ (الملحقات)، ص ١٣٧.
(٥) البيت من قصيدة طالعها:
خَلِيلَيَّ قُومَا فَاعْذِرَا أَوْ تَعَتَّبَا ... وَلَا تَعْذُلَانِي أَنْ أَلَذَّ وَأَطْرَبَا
ديوان بشار بن برد، ج ١/ ١، ص ٢٧٠.
(٦) هو حمّاد عجرد أبو عمرو حماد بن عمر بن يونس بن كليب السوائي مولاهم الواسطي أو الكوفي، الشاعر المُفْلِق. نادم الوليد بن يزيد، ثم قدم بغداد زمن المهدي. كان بينه وبين بشار بن برد مزاح وهجاء فاحش، وكان قليل الدين ماجنًا، وقد اتهم بالزندقة. مات سنة ١٦١ هـ، قتله محمد بن سليمان أمير البصرة على الزندقة، وقيل: مات في سفر. ويقال هلك سنة ١٥٥ هـ، وقيل بعد ذلك.
(٧) الجاحظ: البيان والتبيين، ج ١/ ١، ص ٤٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>