للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أن الفُرس كان من عادتهم ثقبُ أذن المملوك النفيس، ووضع قُرط ذهب في أذنه، ولذلك يُلقَّب المماليك عندهم بمثقوبي الآذان، كما جاء في بعض فقرات السعدي في كتاب "جلستان" (١).

وفي هذا المعنى قول عمر ابن الوردي (٢):

مَرَّ بِنَا مُقَرَّطٌ ... وَوَجْهُهُ يَحْكِي القَمَرْ

قُلْتُ: أَبُو لُؤْلُؤَةَ ... مِنْهُ خُذُوا ثَأْرَ عُمَرْ (٣)


(١) وجلستان أو كلستان (لفظة فارسية معناها حديقة الورد) عنوان ثاني كتابين شهيرين للشاعر والفقيه الفارسي المتصوف سعدي الشيرازي (أبي عبد الله أو أبي محمد عبد الله بن مشرف الدين بن مصلح الدين المتوفَّى سنة ٦٩١/ ١٢٩٢) ألفه عام ٦٥٦ هـ بينما ألف أولهما وعنوانه بوستان (أي البستان) عام ٦٥٥ هـ، وقد ضمهما الكثير من الأشعار والحكم والأمثال.
(٢) هو أبو حفص زين الدين عمر بن مظفر بن عمر بن محمد بن أبي الفوارس بن الوردي، الشافعي المعري الحلبي البكري القرشي، يرجع نسبه إلى أبي بكر الصديق - رضي الله عنه -. وُلد في معرة النعمان بسورية سنة ٦٩١/ ١٢٩٢، وتوفي بحلب سنة ٧٤٩/ ١٣٤٩. كان فقيهًا، أديبًا، شاعرًا، مؤرّخًا. تفقّه في مدينة حماة على القاضي شرف الدين هبة الله بن عبد الرحيم ابن البارِزي وغيره. وأخذ في مدينة حلب عن الفخر خطيب جبرين، وناب في الحكم بها. وولِيَ قضاءَ مَنْبِج وشيزر، ثم تركه. شهر بقصيدته اللامية التي أولها: "اعتزل ذكر الأغاني والغزل". كانت بينه وبين صلاح الدين الصفدي مناقضاتٌ شعرية لطيفة وردت في كتاب "ألحان السواجع بين البادئ والمراجع" للصفدي (صدر عن الهيئة المصرية العامة للكتاب بتحقيق الدكتور محمد عبد الحميد سالم). من مصنفاته ديوان شعر مطبوع، فيه بعض من نظمه ونثره، وكتاب "تتمة المختصر" الذي يعرف بتاريخ ابن الوردي، وهو مطبوع وقد جعله ذيلًا لتاريخ أبي الفداء وخلاصة له، و"تحرير الخصاصة في تيسير الخلاصة" نثر فيه ألفية ابن مالك في النحو (مخطوط)، و"الشهاب الثاقب" في التصوف (مخطوط).
(٣) هذا الرجز مختلف في نسبته، فابن العماد الحنبلي الذي أورده بهذا اللفظ نسبه إلى عمر ابن الوردي، والسخاوي والصفدي اللذان تباينت روايتهما له اختلفا في نسبته إلى غيره، فبينما نسبه أولهما إلى عمر بن عبد الله بن عامر الأنصاري الأسواني المولود بأسوان عام ٧٦٢ هـ، نسبه الآخر إلى علاء الدين الوادعي في آخر ترجمة عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - (وذكرا أنه قاله على لسان صديق له هام بغلام مليح في إحدى أذنيه لؤلؤة)، وقد روياه على النحو الآتي مع اختلاف يسير:
كَمْ قُلْتُ لمَّا مَرَّ بِي ... مُقَرْطَقٌ يَحْكِي القَمَرْ
هَذَا أَبُو لُؤْلُؤَةَ ... مِنْهُ خُذُوا ثَأْرَ عُمَرْ =

<<  <  ج: ص:  >  >>