للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقد لقب نفسه بالمرعَّث في هذا البيت في الديوان، وفي قوله المشهور:

أَنَا المُرَعَّثُ لَا أَخْفَى عَلَى أَحَدٍ ... ذَرَّتْ بِيَ الشَّمْسُ لِلْقَاصِي وَلِلدَّانِي (١)

وفي قوله في ورقة ٤١:

حَتَّى يَقُولَ النَّاسُ بَيْنَهُمُ: ... شَغَفُ "المُرَعَّثِ" دَاخِلُ الحُبِّ (٢)

وقوله في ورقة ١٣٢:

فُتِنَ المُرَعَّثُ بَعْدَ طُولِ تَصَاحِ ... وَصَبَا وَمَلَّ مَقَالَةَ النُّصَّاحِ (٣)

والأقرب أنه يلقب به؛ لأنه كان في أذنه رعثة. وذلك يكون لأحد سببين: أحدهما أن بعض النساء يجعل قرطًا للولد الذكر يزعمون أن ذلك يطيل حياتَه فتفعله المِقلاتُ (٤) ليعيش ولدُها، فلعلَّ أمَّه كانت ثكِلت أولادًا قبله. والسببُ الثاني


(١) المصدر نفسه، المصدر نفسه، ديوان بشار بن برد، ج ٢/ ٤ (الملحقات)، ص ٢٣٦. قال المصنف في حاشية على هذا البيت: "أحسب أن هذا البيت هو عينه البيت الواقع في الديوان عدد ٧٢ ورقة ٩ بلفظ: للداني والنائي، في حرف الهمزة، فاشتبه على ناقليه. ويجوز أن يكون أعاده بشار في قصيدة نونية". والبيت المقصود هو قول بشار (الديوان، ج ١/ ١، ص ١٤٨):
أَنَا المُرَعَّثُ لَا أَخْفَى عَلَى أَحَدٍ ... ذَرَّتْ بِيَ الشَّمْسُ وَلِلدَّانِي ولِلنَّائِي
وهو من قصيدة من بحر الوافر يهجو فيها أبا هشام الباهلي.
(٢) والبيت من قصيدة من البحر الكامل قالها في عبدة، وطالعها:
أَفِدَ الرَّحِيلُ وَحَثَّنِي صَحْبِي ... والنَّفْسُ مُشْرِفَةٌ عَلَى النَّحْبِ
المصدر نفسه، ج ١/ ١، ص ٢٣٩.
(٣) المصدر نفسه، ج ١/ ٢، ص ٩٣. والبيت من قصيدة من البحر الكامل. وقوله كذلك من قصيدة دالية يتشبب فيها بمحبوبته سلمى:
قال: أَذْرَى المُرَعَّثُ الدَّمْعَ فَانْهَـ ... ـلَّ نِظَامًا وَكَانَ عَهْدِي جَلِيدَا
المصدر نفسه، ج ١/ ٢، ص ١٣٦.
(٤) المقلات: المرأة التي لا يعيش لها ولد، أو التي تضع واحدًا ثم لا تحمل. يقال: أقلتت فهي مقلت ومقلات.

<<  <  ج: ص:  >  >>