للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وجاء بلفظ "ست" وهي كلمة جديدة في عصره بمعنى السيدة، وكانوا يعيبون استعمالها، وبشار لم يعبأ بهم، قال البهاء زهير:

أُنَادِيهَا إِذَا حَضَرَتْ بسِتِّي ... فَيَلْحَظُنِي النحاةُ بِعَيْنِ مَقْتِ (١)

ونظم ألفاظ التحبب - كقولهم: "نور عيني" - في مواضع، منها ما في الورقة ٣١ (٢). وكما ذكر الرواحل في الأسفار، ذكر الزوارقَ واختراقَها الفرات ودجلة (٣). وأشار إلى الحكايات، كقوله:


(١) هو الوزير أبو الفضل زهير بن محمد المهلبي الملقب ببهاء الدين، كان وزيرًا للملك الصالح نجم الدين أيوب ابن الملك الكامل. له شعر يتميز برقة الأسلوب وسهولته وسلاسته. توُفِّي سنة ٦٥٦ هـ. والبيت المذكور هو الأول من مقطوعة ثلاثية من بحر الوافر، وهو مختلف عما ساقه المصنف هنا، والمقطوعة هي:
بِرُوحِي مَنْ أُسَمِّيهَا بِسِتِّي ... فَتَنْظُرُنِي النُّحَاةُ بِعَيْنِ مَقْتِ
يَرَوْنَ بِأَنَّنِي قَدْ قُلْتُ لَحْنًا ... وَكَيْفَ وَإِنّي لَزُهَيْرُ وَقْتِي
وَلَكِنْ غَادَة مَلَكَتْ جِهَاتِي ... فَلَا لحْنٌ إِذَا مَا قُلْتُ سِتِّي
ديوان البهاء زهير، تحقيق محمد أبو الفضل إبراهيم ومحمد طاهر الجبلاوي (القاهرة: دار المعارف، ط ٢، ١٩٨٢)، ص ٤٩.
(٢) سيأتي ذكر بعض تلك الأبيات بعد قليل، فانظرها في موضعها.
(٣) من ذلك قوله في الرواحل من قصيدة يمدح فيها سليمان بن داود الهاشمي من ولد عبد الله بن العباس:
يَا سُعْدُ إِنِّي عَدَانِي عَنْ زِيَارَتِكُمْ ... تَقَاذُفُ الْهَمِّ وَالمَهْرِيَّةُ النُّجُبُ
ديوان بشار بن برد، ج ١/ ١، ص ٢٥٦؛ وانظر كذلك الأبيات السادس والعشرين حتى الثالث من قصيدة قالها في مدح داود بن حاتم (المصدر نفسه، ص ٣٠٣ - ٣٠٤). أما ذكره السفن والزوارق فمنه قوله يصف سير رواحل إبلٍ أثناء مطر شديد:
يَسْبَحْنَ فِي عَدْرَةِ السَّمَاءِ كَمَا ... شَقَّ الْعَدَوْلِيُّ زَاخِرًا صَخِبَا
(المصدر نفسه، ج ١/ ١، ص ٣٤٥). والبيت هو الأربعون في قصيدة من بحر المنسرح قالها بشار يمدح المهدي، والْعَدَوْلِيُّ السفين أو الزورق المنسوب إلى عَدَوْلَى (بياء مقصورة)، قبيلة من أهل البحرين مشهورة بإجادة صناعة السفن.

<<  <  ج: ص:  >  >>