للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَإِذَا أَدْنَيْتَ مِنْهَا بَصَلًا ... غَلَبَ المِسْكُ عَلَى رِيحِ البَصَلْ؟

فلو قال كل شيء جيد، ثم أضيف إلى هذا لزَيَّفَه". وكان يقدّم عليه مروان بن أبي حفصَة، ويقول: "هذا هو أشدُّ استواءَ شعرٍ منه، وكلامُه ومذهبُه أشبهُ بكلام العرب ومذهبها". (١) وسيأتي الجوابُ عن هذا ونحوه.

وفي "رسالة الغفران" للمعرِّي أن أصحاب بشار يروُون بيتًا لبشار وهو:

وَمَا كُلُّ ذِي لُبٍّ بِمُؤْتِيكَ نُصْحَهُ ... وَلَا كُلُّ مُؤْتٍ نُصْحَهُ بِلَبِيبِ

وقد استشهد سيبويه في كتابه بالنصف الآخر من هذا البيت في باب الإدغام، وقيل إن البيت لأبي الأسود الدؤَلي (٢). قالوا: وكان سيبويه إذا سُئل عن شيء فوجد له شاهدًا من كلام بشار احتجّ به، فزعموا أن ذلك استكفافٌ لشر بشار. وأنا أحسب سيبويه أرفعَ من أن يفعلَ ذلك لمصانعة بشار، إذ قد كان بشار راضيًا بأن


(١) الأصفهاني: كتاب الأغاني، ج ٣، ص ١٥٤ - ١٥٥ (نشرة القاهرة)؛ الأغاني، ج ١/ ٣، ص ٦٥٤ - ٦٥٥ (نشرة الحسين). وقد جاء البيت الأول في أكثر نسخ الأغاني بلفظ "حِبَّتي" بدل "خُلَّتي"، وكلاهما بمعنى الصديقة والمحبوبة. وقد تصرف المصنف في كلام الموصلي تقديمًا وتأخيرًا، وأوردناه كما هو عند أبي الفرج الأصفهاني. وانظر البيتين في: الحصري القيرواني: زهر الآداب وثمر الألباب، ج ١، ص ٢١٦؛ ديوان بشار بن برد، ج ٢/ ٤، ص ١٥٠ - ١٥١ (الملحقات).
(٢) المعري: رسالة الغفران، ص ٤٣١. (وقد أورد المصنف كلامَ المعري بتصرف يسير). قال سيبويه في موضع الاستشهاد: "فالياءُ التي بين الباءين رِدْف". وقد ذكر الأستاذ إميل بديع يعقوب في تعليقه على البيت أنه لأبي الأسود (وهو ما أثبته محقق ديوان أبي الأسود الدؤلي الشيخ محمد حسن آل ياسين، ص ٤٥)، وفي شرح أبيات سيبويه للسيرافي وفي شرح شواهد الإيضاح لأبي علي الفارسي. وهو منسوب لأبي الأسود أو لمودود العنبري في شرح شواهد المغني للسيوطي، وبلا نسبة في الأشباه والنظائر وهمع الهوامع للسيوطي. والبيت هو الأول من بيتين نسبهما الراغب إلى بشار، وعنه نقلهما المصنف في ملحقات الديوان وذكر أن الجاحظ نسبهما في "كتاب الحيوان" لأبي الأسود الدولي، ولكني لم أجدهما فيه ولا في كتاب "البيان والتبيين". انظر: سيبويه: الكتاب، ج ٤، ص ٥٨٠؛ الراغب الأصفهاني: محاضرات الأدباء ومحاورات البلغاء، ج ١، ص ٤٤؛ ديوان بشار بن برد، د ٢/ ٤، ص ٢٧ - ٢٨ (الملحقات).

<<  <  ج: ص:  >  >>