للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مبتورة منثورة في مجاميع الأدب، أو مقاطيع، أو مفردات. وأكثرها هو ما في الأغاني للأصفهاني: في الأجزاء الثالث والخامس والسابع والثالث عشر، وبعضها في أمالي الشريف المرتضى الموسوي. وما عدا ذلك فهو أوزاعٌ في كتب الأدب، ولم يزل المتأدبون عالة عليها وهم المتعطشون إلى ما يشفي الغلة ويملأ العين زائدًا على جمع القلة، ولذلك لقبوا ديوانَ بشار بحلقة الأدب المفقودة.

وقد انتدب الأديب الفاضل الورّاق السيد أحمد حسنين القرني المصري - صاحب المكتبة العربية بالقاهرة - إلى التقاط ما هو متناثر من شعر بشار، وضمه قي كتيّب في زهاء مائة صفحة، سماه: "بشار بن برد: شعره وأخباره". ورتب ما انتهى إليه جمعه على حروف المعجم، وحلّى طوالعَه بالرمز إلى الأغراض التي قيلت فيها أشعاره بيانًا لطيفًا، اعتماده في جمعه على ما هو في الجزئين الثالث والثالث عشر من كتاب الأغاني، على أنه لم يبين مستنداته فيما جمعه، وطبع الكتاب بمطبعة الشباب بمصر سنة ١٣٤٣ هـ.

ثم قفاه الأديب الأستاذ حسين منصور المصري بتأليف سماه "بشار بن برد بين الجد والمجون"، بسط فيه أخبارَ بشار ونوادرَه، ورصَّعها بما قاله في مناسباتها من الشعر، وما قاله معاصروه في مساجلاته أو هجائه، فجاء جامعًا لمعظم ما هو منشور من شعر بشار في أوراق الأدب. ولم يبين مستنداتِه في منقولاته، وكان حقًّا عليه أن يبين مراجعه. وطبع بالمطبعة الرحمانية بمصر سنة ١٣٤٨ بدون فهارس. ثم هو خلَّط تخليطًا كثيرًا في ضم بعض الأبيات إلى غيرها، اغترارًا بكونها من بحرٍ واحد وقافية واحدة، وربما اعتمد على مجرد كونها من قافية واحدة فقط. على أن معاني بعضها كثيرًا ما تجدها تبرأ من معاني ما ضُم إليه، وما كان ينبغي له الاجتراء على هذا الصنيع بدون سند.

وهذا مثلُ تخليطه الأبياتِ التي على قافية الراء المضمومة من بحر الطويل في صفحة ٣٩ وصفحة ٤٠، وضمه بيتًا على قافية النون المكسورة إلى أبيات من قافية النون المضمومة على ما بين غرضيهما من منافاة واضحة في صفحة ٣٨، وأبيات على

<<  <  ج: ص:  >  >>