(٢) ديوان أبي نواس، ص ٣٣٨. (٣) ونص كلام الجرجاني: "وأظنك قد سمعت أو انتهى إليك أن البحتري أسقط خمسمائة شاعر في عصره، فما يؤمنني من وقوع بعض أشعارهم إلى غيري؟ " الجرجاني: الوساطة بين المتنبي وخصومه، ص ١٤٠. ومن هنا أرى من المناسب جلب كلام البديعي الذي بناه على كلام الجرجاني لما فيه من دلالة: "وذكر القاضي أبو الحسن علي بن عبد العزيز أن البحتري على ما بلغه أحرق خمس مئة ديوان للشعراء في أيامه حسدًا لهم لئلا تشتهر أشعارُهم، وتُنشر محاسنهم وأخبارُهم. فمن أين لهؤلاء المتعصبين للمتنبي أنه سبق جماعتهم في مضماره، ولم يقتبس من بعضها محاسن أشعاره؟ وهل للذين يتدينون بنصرته بصائرُ بحسن المأخذ، ولطف المتناوَل، وجودة السرقة، ووجوه النقل، وإخفاء طرق السلب، وتغميض مواضع القلب، وتغيير الصنعة والترتيب، وإبدال البعيد بالقريب، وإتعاب الخاطر في التثقيف والتهذيب، حتى يدَّعوا علمَ الغيب في تنزيهه عن السرقات التي لا تَخفى صورُها على ناقد، وتبرئته عن المعايب التي يشهد عليه بها ألفُ شاهد؟ " البديعي: الصبح المنبي، ص ١٨٥.