للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

زكية، أشهرها أبو عبد الله محمد بن جعفر القزاز، وفيهم من الأندلسيين، - زيادة على الذين ذكرناهما آنفًا - أبو بكر ابن القوطية.

أما القزاز (١) الذي قال عنه ابن رشيق: "إنه فضح المتقدمين، وقطع ألسنةَ المتأخرين" (٢)، فله الكتبُ الجليلة، وأعظمها كتاب "الجامع" في اللغة، الذي يقارن بكتاب "التهذيب" للأزهري. ولكن الرواية عنه انقطعت، وكتبه لم تبق طويلًا بعده، وإن ذكر السيوطي (٣) أن الاعتناء قد توفر عليها حقبةً من الزمن.

وأما أبو بكر ابن القوطية (٤) فقد اشتهر علمه وثقته، وألف الكتب المهمة (٥)، سمع الناسُ منه طبقة بعد طبقة. وأعظم ما اشتهر به كتابه "تصاريف الأفعال"،


(١) ترجمته في معجم ياقوت وابن خلكان. - المؤلف. والقزاز هو أبو عبد الله محمد بن جعفر التميمي النحوي، المعروف بالقزاز القيرواني. كان عالمًا بالنحو واللغة، متفننًا في التأليف، من تصانيفه "كتاب الجامع في اللغة". توفي سنة ٤١٢ هـ، وقد ناهز عمره التسعين. - المحقق.
(٢) القيرواني، حسين بن رشيق: أنموذج الزمان في شعراء القيروان، تحقيق محمد العروسي المطوي وبشير البكوش (تونس: الدار التونسية للنشر، ١٩٨٦)، ص ٣٦٥.
(٣) المزهر ص ٤٥ ج ١ بولاق.
(٤) هو أبو بكر محمد بن عمر بن عبد العزيز بن إبراهيم بن عيسى بن مزاحم، إمام في اللغة والأدب، حافظ لهما، مقدم فيهما على أهل عصره. أصله من إشبيلية، ولد في قرطبة وإليها انتماؤه. ينسب إلى جدته صارة القوطية بنت ملك القوط. تثقف ابن القوطية في إشبيلية وقرطبة، فسمع بالأولى من محمد بن عبد الله القوق، وحسن بن عبد الله الزبيدي، وسعيد بن جابر وغيرهم، وسمع بالثانية من طاهر بن عبد العزيز وابن الوليد الأعرج ومحمد بن عبد الوهاب بن مغيث وغيرهم. كان مطلعًا على أخبار الأندلس، ملمًّا بسير أمرائها، وأحوال فقهائها وشعرائها، فكانت لذلك شهرته في كتابة التاريخ تفوق شهرته في فقه اللغة ورواية الأشعار، وفي مقدمتها كتابه "تاريخ افتتاح الأندلس" الذي يعد مرجعًا رئيسًا لكل من رام اطلاعًا على مبدإ الإسلام في الأندلس أو تصنيفًا فيه. ومن تصانيفه في علوم العربية كتاب "الأفعال" في الصرف، وقد تبعه فيه غيره، وكتاب "المقصور والممدود" و"شرح أدب الكتاب". وتوفي ابن القوطية بقرطبة سنة ٣٦٧/ ٩٧٧.
(٥) ترجمته في ياقوت وابن خلكان (محمد بن عمر).

<<  <  ج: ص:  >  >>