للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

١ - أحدهما القاضي منذر بن سعيد البلوطي (١)، كان قد رحل إلى المشرق، وروى كتاب العين عن ابن ولَّاد (٢)، وشارك أبا علي القالي في بعض شيوخه وتساجل معه الآداب، وتطارح وإياه العلوم، وكانت له معه، أولَ مقدمه، القصة المشهورة في موقف الخطبة بين يدي الملك الناصر بقرطبة، عند قبوله وفود الروم، وقد لخصها المقري في نفح الطيب (٣)، عن ابن حيان وابن سعيد وابن خلدون.

٢ - والثاني هو أبو بكر الزبيدي، "وكان حينئذ إمامًا في الأدب، ولكن عرف فضل أبي علي فمال إليه، واختص به، واستفاد منه، وأقر له" (٤)، حتى أصبح القيِّمَ على علمه، والمرجعَ في الرواية عنه. وسنعود إلى ذكره في قرن الرواة المسندة عنهم كتبُ أبي علي القالي.

وكانت في الأندلس وإفريقية، في ذلك العصر، طبقةٌ من كبار اللغويين والرواة، تكونت كما تكونت طبقةُ اللغويين البغداديين، فيهم من القيروانيين عصابة


(١) ترجمته في نفح الطيب ص ٣٢٠ ج ١ ط أزهرية.
(٢) هو أبو العباس أحمد بن محمد بن ولاد التميمي، أحد أشهر أئمة النحو في القرن الرابع الهجري، ولد بالفسطاط بمصر، وسمع النحو في صغره من أبيه ومشايخ الفسطاط، ثم رحل إلى بغداد وأخذ عن الزجاج وغيره. ثم عاد إلى مصر، وصار له فيها صيت وشهرة. اشتدت المنافسة بينه وبين أبي جعفر النحاس على رئاسة النحاة بها، وكثر ما جمع بينهما الولاةُ في مجالس المناظرة. من تصانيفه "الانتصار لسيبويه على المبرد" و"المقصور والممدود" وهو مرتب على حروف المعجم. توفي ابن ولَّاد في عام ٣٣٢ هـ. - المحقق.
(٣) ص ٢٧١ ج ١ ط أزهرية.
(٤) قال الحُميدي: "وممن روى عن القالي أبو بكر محمد بن الحسن الزبيدي النحوي صاحب مختصر كتاب العين، وأخبار النحويين، والواضح في النحو. وكان حينئذ إمامًا في الأدب، ولكن عرف فضل أبي علي فمال إليه، واختص به، واستفاد منه، وأقر له". الحميدي، أبو عبد الله محمد بن أبي نصر فتوح بن عبد الله الأزدي: جذوة المقتبس في ذكر ولاة الأندلس، تحقيق إدارة إحياء التراث (القاهرة: الدار المصرية للتأليف والترجمة، ١٩٦٦)، ص ١٦٥؛ وقد نقل عنه ذلك الحموي: معجم الأدباء، ج ٢، ص ٧٣٠ - ٧٣١. - المحقق.

<<  <  ج: ص:  >  >>