(٢) وفي رواية أبي الفرج الأصفهاني: "من سيرة" بدل "من سنة". قيل إن أول من قَالَ ذلك خالدٌ بن زهير الهذلِي، وهو ابن أخت أبى ذُؤَيب الهُذَلِي، وذلكَ أن أبا ذُؤَيب كان قد نزل في بنى عامر بن صَعْصَعة على رجل يُقَالُ له عبد عمرو بن عامر، فعشقته امرأة عبد عمرو وعَشقها، فَخَبَّبَهَا على زوجها وحَمَلها وهرب بها إلى قومه. فلما قدم منزلهُ تخوَّفَ أهْلَه، فأسَرَّهَا منهم في موضع لَا يُعلم، وكان يختلف إليها إذا أمكنه ذلك. وكان الرسولُ بينه وبينها ابنَ أختٍ له يُقَال له خالد، وكان غلامًا حَدَثًا ذا جمال وصَباحة، فدام الحالُ على ذلك مدة، وشَبَّ خالد وأدرك، فعشقته المرأة ودَعَتْه إلى نفسها، فأجابها وَهَوِيها، ثم إنه حَمَلَها من مكانها ذاك وأحلها في مكان آخر، وجعل يختلف إليها فيه، ومنع أبا ذؤيب عنها، فأنشأ أبو ذؤيب قصيدة طويلة يعتب فيها على ابن أخته ويتهمه بخيانة الأمانة، منها: وَمَا حُمِّلَ الْبَخْتِيُّ عَامَ غِيَارِهِ ... عَلَيْهِ الْوُسُوق بُرُّهَا وَشَعِيرُهَا بِأَعْظَمَ مِمَّا كُنْتُ حَمَّلْتُ خَالِدًا ... وَبَعْضُ أَمَانَاتِ الرِّجَالِ غُرُورُهَا =