للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وعبارة المؤلف إثْرَ هذا مغلقة، ففي النسخة اختلال. وذلك قوله: "لم يجز ويا أبا الفضل" ولا معنى لكلمة "يا" هنا، فلعل صواب العبارة هكذا: "ولم يجز يا أبا الفضل"، أي لم يجز النصب إذا أعيد حرف النداء بعد واو العطف، فيتعين أيضًا أن يُضبط لام الفضل (الثاني) بفتحة. "وإنما يجوز يا أيها الفضل"، أي إنما يجوز حينئذ ضمه؛ لأنه منادى مستقل ويجب وصله بـ "أي" المجعول صلةً لنداء المعرف باللام وصلًا واجبًا عند البصريين، وراجحًا عند الكوفيين الذين أجازوا نداءَ المعرف باللام دون وصل بأيّ (١).

وقوله: "قال الشاعر: أَلَا يَا زَيْدُ وَالضَّحَّاكُ سيرَا" البيت، عطف على قوله: قال الله تعالى: {يَاجِبَالُ أَوِّبِي مَعَهُ وَالطَّيْرَ} [سبأ: ١٠]، وما بينهما اعتراض. وظاهرُ كلام المؤلف وكلام ابن هشام في شرح القطر وكلام الآلوسي في تفسير آية {يَاجِبَالُ أَوِّبِي} أن الروايةَ في هذا البيت بنصب والضحاكَ (٢). ووقع للمكودي في شرح الألفية أنه رُوي بالضم، ولم أره لغيره (٣).

٢٨ - وقال في ص ٨٠: "باب التحقيق"، أراد الاستثناء المفرغ لما دلّ عليه المثالان وذكره عقب الاستثناء. ولا يُعرف هذا الاسم في شيء من كتب النحو، وإنما يعبرون عنه بالتفريغ أو الاستثناء المفرغ. ولعل تسميته التحقيق كانت معروفةً ثم


(١) نقله المرادي في شرح التسهيل مخطوط. - المصنف.
(٢) الأنصاري، ابن هشام: شرح قطر الندى وبل الصدى، تحقيق إميل يعقوب (بيروت: دار الكتب العلمية، ط ٤، ١٤٢٥/ ٢٠٠٤)، ص ١٩٧. وتمام البيت (انظر تخريجه في حاشية محقق القطر):
أَلَا يَا زيدُ وَالضَّحَّاكَ سيرَا ... فَقَدْ جَاوَزْتُمَا خَمَرَ الطَّريق
(٣) قال المكودي في تعليقه على البيت: "ويُروى برفع الضحاك ونصبه، والرفع هو المختار، وفُهم من قوله [أي ابن مالك]: ورفع يُنتقى، أنه موافق للقائلين باختياره [يعني اختيار الرفع]، وهو الخليل وسيبويه والمازني، وإنما اختير لمناسبة الحركتين". شرح المكودي على ألفية ابن مالك، ج ٢، ص ٦٠٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>