للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الشاهد الثاني: قوله في ص ٩٢: "قال الشاعر:

رَأَيْتُكَ أَمْسِ أَحْسَنَ مَنْ يُمَشِّي ... وَأَنْتَ اليَوْمَ خَيْرُ بَنِي مَعَدِّ" (١)

وهذا الشاهد لا يُعرف في كتب النحو واللغة، ولا يعرف قائلُه. وكنَّى بمن يُمَشِّي عن الناس، كقول الحارث بن حلزة:

مَلِكٌ مُقْسِطٌ وَأَفْضَلُ مَنْ يَمْشِـ ... ـي وَمِنْ دُونِ مَا لَدَيْهِ القَضَاءُ (٢)

ومعنى البيت المدح بأنه قد نشأ أحسن الناس، وهو الآن سيد العرب. وهذا المعنى قريب من قول أبي تمام:

إِنَّ الهِلَالَ إِذَا رَأَيْتَ نُمُوَّهُ ... أَيْقَنْتَ أَنْ سَيَكُونُ بَدْرًا كَامِلَا (٣)


(١) لم أجد هذا البيت في أي من كتب اللغة والأدب والنحو التي أمكنني مراجعتها، ولكن وجدت في ترجمة أعشى بني ربيعة عبد الله بن خارجة عند أبي الفرج الأصفهاني بيتين قالهما هذا الشاعر في مدح عبد الملك بن مروان، أولهما قوله:
رَأَيْتُكَ أَمْسِ خَيْرَ بَنِي مَعَدٍّ ... وَأَنْتَ اليَوْمَ خَيْرٌ مِنْكَ أَمْسِ
فلعل هذا البيت عرض له قلب وتصحيف فعمي أمره على محقق مقدمة خلف الأحمر، والله أعلم. انظر الأغاني، ج ٦/ ١٨، ص ٦٣٥ (نشرة الحسين). وقد ذكره أيضًا: الآمدي، أبو القاسم الحسن ابن بشر: المؤتلف والمختلف، تحقيق ف. كرونكو (بيروت: دار الجيل، ط ١، ١٤١١/ ١٩٩١) ص ١٤. وهذا البيت نفسه يعزا إلى زياد الأعجم وهو الوحيد في قافية السين، ولم يخرجه جامع شعره. شعر زياد الأعجم، جمع يوسف حسين بكار (بيروت: دار المسيرة، ط ١، ١٤٠٣/ ١٩٨٣)، ص ٧٨.
(٢) البيت هو الثامن والعشرون من المعلقة حسب ترتيب الزوزني ومحقق ديوان الشاعر. الزوزني، أبو عبد الله الحسين بن أحمد بن الحسين: شرح المعلقات العشر (بيروت: منشورات دار مكتبة الحياة، ١٩٨٣)، ص ٢٧٠؛ ديوان الحارث بن حلزة اليشكري، صنعة مروان عطية (دمشق: دار الإمام النووي ودار الهجرة، ط ١، ١٤١٥/ ١٩٩٤)، ص ٨٣ (وفيهما: "الثناء" عوض "القضاء").
(٣) ديوان أبي تمام، ص ٣٨٩. والبيت هو الرابع عشر من قصيدة يرثي فيها أبو تمام ابنين لعبد الله بن طاهر ماتا صغيرين.

<<  <  ج: ص:  >  >>