للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولعل قائلَ هذا الشاهد أخذه من ست زياد الأعجم الذي ذكره الأستاذ الناشر أو العكس، أو هو من توارد الخواطر، أو هو لزياد الأعجم من قصيدةٍ غير التي منها البيت الذي على قافية السين (١). وتشابهُ الأبيات في الشعر غير عزيز.

الشاهد الثالث: في ص ٩٣: "وقال الشاعر:

إِذَا هَتَفَتْ حَمَامَتُهُمْ بِشَجْوٍ ... جَرَى الدَّمَيَانَ وَاسْوَدَّ البِطَالَا"

وهذا البيت لا نعرفه، ولا نعرف قائلَه. والإهتاف الصوت، ويطلقونه كثيرًا على صوت الحمام، قال نصيب:

لَقَدْ هَتَفَتْ فِي جُنْحِ لَيْلٍ حَمَامَةٌ ... عَلَى فَنَنٍ وَهْنًا وَإِنِّي لَنَائِمُ (٢)

والشَّجْوُ يقال على الحزن وعلى الطرب، والعربُ يجعلون صوتَ الحمام مرةً غناءً ومرة نواحًا، قال أبو العلاء:

أَبَكَتْ تِلْكُمُ الحَمامَةُ أَمْ غَنَّـ ... ـتْ عَلَى فَرْعِ غُصْنِهَا المَيَّادِ (٣)

وقال النابغة:

دُعَاءَ حَمَامَةٍ تَدْعُو هَدِيلًا ... مُطَوَّقَةً عَلَى فَنَنٍ تُغَنِّي (٤)


(١) سبقت الإشارة إليه.
(٢) شعر نُصيب بن رباح، جمع داود سلوم (بغداد: مكتبة الإرشاد، ١٩٦٧)، ص ١٢٤.
(٣) البيت هو الثالث من قصيدة في أربعة وستين بيتًا من بحر الخفيف يصور فيها أبو العلاء تأملاته في شؤون الحياة ومصائر الأحياء، ومطلعها:
غَيْرُ مُجْدٍ فِي مِلَّتِي وَاعْتِقَادِي ... نَوْحُ بَاكٍ أَوْ تَرَنمُّ شَادِي
المعري: سقط الزند، ص ١٩٦.
(٤) ديوان النابغة الذبياني، ص ٢٥١ (نشرة ابن عاشور)، وص ١٢٥ (نشرة إبراهيم). وفيه: "بكاء" عوض "دعاء"، و"مفجَّعَة" بدل "مطوقة".

<<  <  ج: ص:  >  >>