للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والواحدي (١)، والثعالبي (٢)، والعُكبري (٣)، وابن هشام الأنصاري (٤)، والبديعي (٥).

وأما غرابةُ وقعه ففي أن جميع الذين اشتغلوا بديوان أبي الطيب وشعره هم من أعلام المشرق. ولم ينتدب لذلك من علماء المغرب سوى ابن سيده؛ ألف كتابًا في شرح مشكل شعر المتنبي. فهذا الكتاب بنسبته إلى ابن بسام صاحب الذخيرة لم يسبقه من جمع في كتابه بين الغرضين.

أما مصنفُ هذا الكتاب فنتوسم وتوسم بعضُ الأفاضل قبلنا أنه ابنُ بسام، صاحب كتاب "الذخيرة في تراجم أعيان الجزيرة"، كما سنذكره. فعلينا أن نعرفَ مَنِ ابن بسام هذا؛ إذ لا نجد في نسخةِ هذا الكتاب التي بين أيدينا إلا الاقتصارَ على هذه العبارة: "تأليف الشيخ ابن بسام النحوي". وقفَّى ذلك كاتبٌ كتبَ على أول ورقة من النسخة هذه العبارة: "وهو ابن بسام صاحب كتاب الذخيرة في شعراء الجزيرة". وليس في أثناء هذا الكتاب ما يُتَعَرَّفُ منه عصرُ صاحبِه، ولا تعيينُ بلده، أكثر من أنه ابن بسام النحوي.

وقد عُرِف بابن بسام فيمن مضى مِن العلماء فيما انتهى إليه علمُنا أربعة: أحدهم علي بن محمد بسام البغدادي الشاعر، وثانيهم علي بن بسام التغلبي


(١) هو علي بن أحمد الواحدي، المتوفى سنة ٤٦٨ هـ. - المصنف. وله طبعة قديمة بعناية فريدرخ ديتريصي صدرت في برلين بألمانيا.
(٢) أبو منصور عبد الملك بن محمد الثعالبي المتوفى سنة ٤٢٩ هـ، جعل بابًا من كتابه "يتيمة الدهر" لترجمة المتنبي، وأحوال شعره. - المصنف.
(٣) أبو البقاء عبد الله بن الحسن العكبري المتوفى سنة ٦١٦ هـ. - المصنف. واسم شرحه "التبيان في شرح الديوان"، حققه مصطفى السقا وإبراهيم الأبياري وعبد الحفيظ شلبي، وصدر عن مطبعة مصطفى البابي الحلبي بمصر سنة ١٣٥٥ هـ.
(٤) عبد الله بن يوسف المصري المتوفى سنة ٧٦١ هـ، له كتاب مغنى اللبيب في النحو وقد أورد في مواضع منه لبعض شعر المتنبي من جهة صحة العربية. - المصنف.
(٥) لا يعرف بأكثر من أن اسمه يوسف، وأنه دمشقي، خرج من دمشق في صباه وحل في حلب، وولى قضاء الموصل، وتوفي في بلاد الروم سنة ١٠٧٣ هـ. - المصنف.

<<  <  ج: ص:  >  >>