(١) أورد المصنف كلام الجبرتي بتصرف، ونرى من المناسب نقله كاملًا حفاظًا على سياق موضع الاستشهاد، قال بعد أن تحدث عن نهاية جولة الجراكسة: "وسبب انقضائها فتنة السلطان سليم شاه ابن عثمان وقدومه إلى الديار المصرية، فخرج إليه سلطان مصر قانصوه الغوري فلاقاه عند مرج دابق بحلب وخامر عليه أمراؤه [كذا] خير بك والغزالي فخذلوه وفقدوه، ولم يزل حتى تملك السلطان سليم الديار المصرية والبلاد الشامية، وأقام خير بك نائبًا بها كما هو مسطر ومفصل في تواريخ المتأخرين، مثل مرج الزهور لابن إياس وتاريخ القرماني وابن زقبل وغيرهم. وعادت مصر إلى النيابة كما كانت في صدر الإسلام. ولمَّا خلص له أمرُ مصر، عفا عمن بقي من الجراكسة وأبنائهم، ولم يتعرض لأوقاف السلاطين المصرية، بل قرر مرتبات الأوقاف والخيرات والعلوف وغلال الحرمين والأنبار، ورتب للأيتام والمشائخ والمتقاعدين ومصارف القلاع والمرابطين، وأبطل المظالِمَ والمكوسَ والمغارم. ثم رجع إلى بلاده وأخذ معه الخليفة العباسي، وانقطعت الخلافة والمبايعة، وأخذ صحبته ما انتقاه من أرباب الصنائع التي لم توجد في بلاده بحيث إنه فقد من مصر نيف وخمسون صنعة". الجبرتي، عبد الرحمن بن حسن: تاريخ عجائب الآثار في التراجم والأخبار، نشرة بعناية إبراهيم شمس الدين (بيروت: دار الكتب العلمية؛ ط ١، ١٤١٧/ ١٩٩٧)، ج ١، ص ٢٩.