للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إِنْ جِئْتَ عِلْمَ الدِّينِ فَالعُتَقِيُّ أَوْ ... سُحْنُونُ بَحْرُ الفِقْهِ وَأَشْهَبُ (١)

أَمَّا البَلَاغَةُ فَهْيَ طَوْعُ زِمَامِهِ ... وَلِغَيْرِهِ جَمَحَتْ وَلَيْسَتْ تُرْكَبُ

إِنْ شَدَّ أَطْرَافَ اليَرَاعِ بَنَانُهُ ... سَجَدَتْ لَهُ الأَقْلَامُ إِذَا مَا يَكْتُبُ (٢)

أَمَّا إِذَا مَا قَرَعَ المَسَامِعَ جَوْهَرٌ ... مِنْ لَفْظِهِ سَحْبَانُ أَضْحَى يَرْهَبُ (٣)

عُدِمَ النَّظِيرَ فَصَاحَةً فَاجْزِمْ بأَنْ ... وَدِعَ الفَصَاحَةَ فِيهِ حَقًّا يَعْرُبُ


(١) العتقي هو أبو عبد الله عبد الرحمن بن القاسم بن خالد بن جنادة مولى زيد بن الحارث العتقي، أصله من الشام من فلسطين من مدينة الرملة، ولد سنة ١٢٨ هـ. من الطبقة الوسطى من فقهاء المذهب المالكي من المصريين، كان فقيهًا قد غلب عليه الرأي، وهو عالم مصر ومفتيها، صاحب مالكًا وروى عنه المسائل، وروايته للموطأ صحيحة قليلة الخطأ. توفي ابن القاسم سنة ١٩١ هـ, وقيل ١٩٢ هـ. وسحنون هو أبو سعيد عبد السلام سحنون بن سعيد التنوخي، ولد سنة ١٦٠ هـ بالقيروان، قدم والده من حمص بالشام مع الجند. درس سحنون القرآن واللغة والفقه في القيروان وتونس وكان من أساتذته الإمام علي زياد التونسي الذي كان أول من أدخل كتاب الموطأ للإمام مالك إلى إفريقية. رحل سنة ١٨٨ هـ - وهو في الثامنة والعشرين من عمره - إلى المشرق (الحجاز والشام ومصر) وأخذ عن كبار العلماء هناك، وفي مقدمتهم ابن القاسم وأشهب بن عبد العزيز وعبد الله بن وهب وسفيان بن عيينة وعبد الرحمن بن مهدي وأبي داود الطيالسي. وفي سنة ١٩١ هـ عاد إلى القيروان وقد حقق أكبر إنجاز في حياته وفي تاريخ الفقه المالكي، ألا وهو جمعه لفقه الإمام مالك فيما أصبح يعرف بالمدونة. توفي الإمام سحنون سنة ٢٤٠ هـ. أما أشهب فهو أبو عمرو أشهب بن عبد العزيز بن داوود بن إبراهيم القيسي، الفقيه المالكي الفقيه المصري، ولد سنة ١٤٠ هـ, وقيل سنة ١٥٠ هـ, وقيل سنة ١٤٥ هـ. رحل إلى الإمام مالك ولزمه وأخذ عنه، وصار واحدًا من أكبر أصحابه، وكانت بينه وبين ابن القاسم منافسة، وانتهت إليه الرياسة الفقه بمصر بعد ابن القاسم. توفي أشهب سنة ٢٠٤ هـ.
(٢) اليراع: القلم يُتخذ من القصب.
(٣) سحبان هو سحبان بن زفر بن إياس بن وائل، من باهلة. وجدُّه الأكبر وائل هو ابن معن بن أعصر بن قيس عيلان. خطيب وفصيح وبليغ من بلغاء العرب. عاش سحبان ما بين الجاهلية والإسلام، وقيل إنه أسلم. ويبدو أنه ارتحل في حياته إلى غير مكان، فقد حضر إلى معاوية بن أبي سفيان - وهو في الشام - في وفد جاءه من خراسان.

<<  <  ج: ص:  >  >>