شرحًا ونقدًا، وثانيها للمتابعات اللغوية الخاصة بالأخطاء الشائعة وغير الشائعة في العربية. أما الفرع الثالث فخصصناه للتراجم إنشاءً كانت أو استدراكًا، بينما جعلنا الفرع الرابع للمقدمات التي وضعها الشيخ ابن عاشور بين يدي تحقيقه لجملة من دواوين الشعر وكتب الأدب، وقد استثنينا من ذلك ما كتبه تقديمًا لديوان بشار؛ إذ جاء في الحقيقة بحثًا تاريخيًّا أدبيًّا نقديًّا مسهبًا يصلح أن يكون كتابًا قائمًا بنفسه، ولذلك وضعناه تحت الفرع الخاص بدراسات الأدب والنقد من المحور الرابع.
ولم نستوعب كلَّ ما لابن عاشور في هذا النوع من الكتابة إذ عزت طائفةٌ من الدواوين والكتب التي حققها عن متناولنا، ولعل الله تعالى ييسر لنا تداركَها وغيرها في المستقبل القريب. وإنما عمدنا إلى إدراج هذا النوع من كتابات ابن عاشور في هذا المجموع حرصًا على تقريبه من القراء ممن قد لا تسنح لهم الفرصة أو تقوم لديهم الدواعي ليقرؤوا الأعمال التي ارتبطت بها تلك المقدمات، خاصة في زمن ضعفت بل انطفت فيه - خاصة لدى المنتسبين للدراسات الشرعية - الهممُ الداعية إلى مطالعة مجاميع الأدب ودواوين الشعر، كالبيان والتبيين للجاحظ، والكامل للمبرد، وديوان الحماسة لأبي تمام وشروحه، والعقد الفريد لابن عبد ربه.
وقد أدرجنا في خاتمة العقد من هذا المحور الأخير (المحور الخامس) طائفةً من الخطب والرسائل والمخاطبات ذات القيمة التاريخية المهمة في حياة ابن عاشور وعلاقاته الشخصية خاصة وفي الحركة العلمية والفكرية في تونس عامة.
وهناك جانبٌ آخر مهم أوليناه عنايةً قصوى في هذا العمل، حتى عدَّه بعضُ الأصدقاء من لزوم ما لا يلزم (١)، ذلكم هو جانبُ التوثيق والتعليق حيثما لاحت الحاجةُ وقام الداعي، فضلًا عن الضبط والتدقيق لمتن النصوص وترتيب أجزائها
(١) شكوتُ في بعض المناسبات إلى الزميل الصديق إبراهيم محمد زين ما اقتضاني العملُ في صناعة هذا المجموع من تطاول زمنٍ وتأجيلٍ لبعض الأعمال العلمية المهمة الأخرى، فعلق على ذلك بأني فيما صنعت فيه قد ألزمت نفسي بما لا يلزم.