والشكر الجزيل والتقدير الكبير أسجلهما للدكتور إبراهيم محمد زين الذي لم يتوان في توجيه إدارة مكتبة المعهد العالمي للفكر والحضارة الإسلامية إبان ولايته عميدًا له (٢٠٠٧ - ٢٠١٠) إلى اقتناء المجموعة الكاملة لأعداد مجلة "الهداية الإسلامية" من بيروت، وللأختين الكريمتين: مديرة مكتبه سلمى أحمد ومايزة عثمان المسؤولية المالية بالمعهد، اللتين تابعتا تنفيذَ ذلك التوجيه بنجاعة فائقة في أقل من خمسة أسابيع، فتوفر بين يديَّ بذلك مصدرٌ أساسي لمقالات ابن عاشور جنبني عناء البحث وطول الانتظار. كما أشكر الدكتور محمد أبا الليث الخيرآبادي - شيخ علوم الحديث بالجامعة الإسلامية العالمية - الذي كان دائمًا على استعداد لمساعدتي وإنارة طريقي في ضبط كثير مما عسر علي ضبطه من روايات وأسانيد. ولا بد لي من أن أشكر كذلك أستاذ الجيل في تونس الدكتور عبد المجيد النجار الذي لم يزل مذ علم بفكرة هذا المشروع يلاحقني بالسؤال والتذكير والحث حتى لا أفشل في منتصف الطريق أو أتهاون وأتباطأ في السير فيها. ولا ينبغي كذلك أن يفوتني الإعرابُ عن شكريَ الخاص لكل من الدكتور عبد المقصود جعفر (من مصر) والدكتور منتهى أرتاليم زعيم (من إندونيسيا) اللذين توليا عني العبءَ الأكبر في رقم المادة الضخمة التي يشتمل عليها هذا المجموع وتحويلها إلى لغة الحاسوب.
إن شكري وعرفاني بالجميل لا يقفان عند هؤلاء الذين ذكرتُ أسماءهم، بل يمتدان إلى أولئك الجنود الأخفياء من المتطوعين بالتصوير الضوئي للكتب والمجلات - النادر منها وغير النادر - ورفعها على المواقع العلمية المختلفة في الشبكة العنكبوتية الدولية، فلولا جهودُهم الدؤوبة المتقنة لتضاعفت المدةُ التي أُنجز فيها هذا العمل، لما يتطلبه البحثُ عن المصادر والمراجع في رفوف المكتبات العادية من زمن وتفرغ لا أُراني متمكنًا منهما في ظل الظروف التي أعيشها.
وشكري وتقديري موصولان أخيرًا - وليس آخرًا - إلى أسرتي في ماليزيا التي كثيرًا ما كان انهماكي في هذا العمل يتم على حساب هذا الحق أو ذاك من حقوقها علي، فصبرت على ذلك وما ضجرت، وخاصة زوجتي سعاد رموش التي كثيرًا ما