للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كانت تشفق على صحتي من كثرة جلوسي المتطاول أمام الحاسوب أقرأ وأراجع وأصحح وأوثق.

إن ما لهؤلاء جميعًا من دَيْنٍ يطوق عنقي لا قبلَ لي بالوفاء لهم بشيء منه، إلا أن أبتهل إلى الله الجليل الكريم أن يضاعفَ لهم الثوابَ على ما أسدَوْا، وأن يغفر لي ما قد أكون ارتكبته في حقهم من خطأ عمدًا كان أو سهوًا.

وقد بدأتُ العمل في صنعة هذه الجمهرة وانتهيت منه في كنف الجامعة الإسلامية العالمية بماليزيا، فكان للمناخ العلمي والثقافي والاجتماعي فيها وللمرافق المتوفرة بها عونٌ كبير لي على السير بخطى حازمة مطمئنة في طريق إنجازه، وخاصة مكتبتها المركزية التي كفتني مؤنة البحث عن كثير من المصادر والمراجع. فاللهَ أدعو أن يحفظها والمنتسبين إليها ويجعلها منارة حق وخير لخدمة الأمة والإنسانية.

وبعدُ، ففي البدء والمختتم وما بينهما، الحمد والشكر لله - عز وجل - أولًا وآخرًا على ما أولى من نعمة الصحة والعافية، وما أسبغ من بركة التوفيق، وما ألهم من سداد البصيرة، فلولا ما منَّ به من نعمه التي نعلم قليلَها ولا ندرك كثيرها، لما بلغتُ من هذا الشأن المهمِّ الغاية التي بلغت، ولما وصلت إلى هذه اللحظة من حياتي وتجربتي التي يغمرني فيها غيرُ قليل من مشاعر الفرحة والراحة والبهجة. فإياه تعالى أسأل أن يجزيَ الشيخ ابن عاشور كفاء ما قدم للإسلام وللأمة، وأن ينفع بهذا المجموع قارئه والناظر فيه، وأن يجعل ما صنعته فيه وسيلةً لي إلى عفوه وقربه يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم. والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل، ولا حول ولا قوة إلا به، عليه توكلت وإليه أنيب.

وقد كمل تحريرُ هذا التقديم على الساعة الثامنة مساءً

من يوم السبت ٢٩ ربيع الآخر ١٤٣٥/ ١ مارس ٢٠١٤

قاله

محمد الطاهر الميساوي

بمنزله الكائن بضاحية

غومباك من مدينة كوالالمبور

<<  <  ج: ص:  >  >>