(١) البيت (وأوله "فمشغوف" بدل "فمفتون") هو الثاني من مقطوعة من ثمانية أبيات للحريري من بحر الوافر، يصف فيها البصرةَ ومباهج الحياة ومرافق الحضارة فيها، أولها وآخرها البيتان الآتيان: بِهَا مَا شِئْتَ مِنْ دِينٍ وَدُنْيَا ... وَجِيرَانٍ تَنَافَوْا فِي المَعَانِي وَدُونَكَ صُحبَةَ الأَكْيَاسِ فِيهَا ... أَوِ الْكَاسَاتِ مُنْطَلِقَ الْعِنانِ الحريري، أبو محمد القاسم بن علي بن محمد بن عثمان: مقامات الحريري المسمى بالمقامات الأدبية (بيروت: دار الكتب العلمية، بدون تاريخ) ص ٥٢٥ - ٥٢٦ (المقامة الثامنة والأربعين: المقامة الحرامية). (٢) أبو عقيل هو لبيد بن ربيعة العامري، كان نذر في الجاهلية، وقيل في الإسلام، أن لا تهبَّ الصَّبَا إلا أطعم المحاويج. وقد لحقه احتياجٌ آخرَ عمره في بعض السنوات، فأراد أن يستمنح أميرَ الكوفة الوليد بن عقبة، وكان لبيد قد انقطع عن قول الشعر، فقال لابنته: قُولِي شعرًا، فأنشدت: إِذَا هَبَّتْ رِيَاحُ أَبِي عَقِيلٍ ... دَعَوْنا عِنْدَ هَبَّتِهَا الْوَلِيدَا - المصنف. وبقية الأبيات: أشَمَّ الأَنْفِ أصيَد عَبْشَميًّا ... أَعَانَ عَلَى مُرُوءَتِهِ لَبيدَا بأمْثَالِ الْهِضَابِ كَأَنَّ رَكْبًا ... عليها مِن بَنِي حَامٍ قُعودا أَبَا وهْبٍ جَزَاك اللهُ خَيْرًا ... نَحَرْنَاها وأطْعَمْنا الثَّريدا فَعُدْ إِنَّ الْكَرِيمَ لَهُ مَعَادٌ ... وظَنِّي بابْنِ أَرْوَى أن يَعُودا قدم أبو عقيل على النبي - صلى الله عليه وسلم - سنة وفد قومه بنو جعفر بن كلاب بن عامر بن صعصعة، وأسلم وحسن إسلامه. ابن عبد البر [النمري]، أبو عمر يوسف بن عبد الله بن محمد: الاستيعاب في معرفة الأصحاب، تحقيق علي محمد البجاوي (بيروت: دار الجيل، ط ١، ١٤١٢/ ١٩٩٢)، ج ٣، ص ١٣٣٥ - ١٣٣٦. وذكر ابن سلام أن لُبيدًا لمَّا انقطع عن قول الشعر قال: "قد أبدلني الله بالشعر سورةَ البقرة وآلَ عمران، فزاد عمر في عطائه فبلغ به ألفين، فلما ولِيَ معاويةُ قال: يا أبا عقيل عطائي وعطاؤك سواء، لا أُرانِي إلا سأحطك، قال: أَوَتدعني قليلًا ثم تضُم عطائي إلى عطائك، =