للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

على امتزاجها بحكمة الإشراق في مواضع من كتابه المسمى "حكمة الإشراق" فقال: "وعلى هذا (أي على سلوك طريقة الرّمز) تبتنِي قاعدةُ الشرق في النور والظلمة التي كانت طريقةَ حكماء الفرس، وهي ليست قاعدةَ كَفَرة المجوس وإلحاد مانِي، (١) وما يفضي إلى الشرك بالله تعالى". (٢)

وسَمَّى حكماءَ الفرس بحكماء الشرق، فقال في مقالة التناسخ: "وهي (أي الصيصية) (٣) أولُ منزل للنور الأسفهبذ (٤) على رأي حكماء الشرق". (٥) وعنى بحكماء الشرق حكماءَ الفرس، لقوله في موضع آخر: "وبهما تتم الخلافتان الصغرى والكبرى؛ (٦) فلذلك أُمِر الفرسُ بالتوجه إليها فيما مضى من الزمان". (٧) وقال أيضًا: "والأضواء المينوية (أي الروحانية) ينابيع الْخُرَّة والرأي التي أخبر عنها زرادُشت، ووقع خِلْسة للملك الصِّدَّيق كيخسرو المبارك فشاهدها، وحكماء الفرس متفقون على هذا، وهي الأنوار التي أشار إليها أنبادقليس (٨) وغيره". (٩)


(١) مانِي متفلسف أصله من الصين، ولد سنة ٢١٥ م، وجاء إلى فارس في سلطنة سابور بن أردشير (٢٤٢ - ٢٧٣) فنفاه سابور إلى بلاد الهند. ثم عاد إلى فارس في ولاية بهرام بن سابور فقتله بهرام، وفي ذلك خلاف. قال ماني بإلهين: النور والظلمة. - المصنف.
(٢) شرح حكمة الإشراق، ص ١٧.
(٣) الصيصية في اصطلاحه هي الجسد. - المصنف.
(٤) هو بالفارسية الرئيس المدبر. - المصنف.
(٥) ورقة ١٧٢ من شرح حكمة الإشراق. - المصنف. شرح حكمة الإشراق، ص ٤٥٩.
(٦) الخلافة الصغرى خلافة النار عن الشمس، والكبرى خلافة الإنسان عن الخالق المشار إليها بقوله تعالى: {إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً} [البقرة: ٣٠]. - المصنف.
(٧) شرح حكمة الإشراق، ص ٤١٨. والضمير "هما" في عبارة "وبهما" يعود على النار والنفس.
(٨) أنبادقليس حكيم يوناني من تلامذة فيثاغورس، والشيرازي يذكر أنه أستاذ فيثاغورس. كان يتردد بين صقلية وأثينا. توفي في أثينا. ويقال: إنه ألقى بنفسه في بركان قرب أثينا. - المصنف.
(٩) شيرازي: شرح حكمة الإشراق، ص ٣٥٧ - ٣٥٨. وما بين القوسين من شرح الشيرازي. ومعنى الْخُرة كما نقل الشيرازي عن كتاب الألواح للسهروردي إشارة إلى ما "يُسمَّى كيان خرة، وهو ألَقٌ في النفس قاهرُ تخضع له الأعناق".

<<  <  ج: ص:  >  >>