للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المنطق إلا أساس الحكمة البحثية، وهو من وضْع إمام تلك الحكمة أرسططاليس. فمن أجل ذلك أيقنتُ أن هذه التسميةَ تسميةٌ مُلصَقة وباطلة. (١)

أما الذي أراه في شأن هذا الكتاب، فهو أنه قطعةٌ من كتاب "ما يوصل إلى علم الحق" - أحد تصانيف الشيخ المعدود في جريدة تآليفه؛ (٢) لأنا نجد في ديباجة هذا الكتاب أنه ألّفه "فيما اختلف فيه أهلُ البحث"، وأنه لم يلتفت فيه "لِفْت عصبيةٍ، أو هوى، أو عادة، أو إِلف". (٣) وقدّمه بمقدمات من المنطق رعيًا لعادتهم في افتتاح كتب الحكمة، ولأنه قصد أيضًا تحريرَ مسائل المنطق.

قال في ديباجته: "نريد أن نوردَ فيه العلمَ الآلِيَّ، والعلم الكلِّي، والعلم الإلهي، والعلمَ الطبيعي الأصلي"، وذكر أنه ألّفه بعد كتاب "الشفاء" وفي مدة اشتغاله بتأليف كتاب "لواحق الشفاء"، إذ قال في ديباجته: "وأما العامةُ مِنْ مزاولِي هذا


(١) نشر المستشرق الإيطالي كارلو الفونسو نلينو C . A. Nallino سنة ١٩٢٥ بحثًا مستفيضًا باللغة الإيطالية حول مفهوم الحكمة أو الفلسفة المشرقية وأصولها ومجاريها ومكانة ابن سينا منها بعنوان: "حكمة ابن سينا الشرقية أو الإشراقية؟ " orientale" od "illuminative" Filosofia) d' Avicenna)" وقد ترجمه الدكتور عبد الرحمن إلى اللغة العربية بعنوان "محاولة المسلمين إيجاد فلسفة شرقية". انظر التراث اليوناني في الحضارة الإسلامية، دراسات لكبار المستشرقين ألف بينها وترجمها عن الألمانية والإيطالية عبد الرحمن بدوي (الكويت: وكالة المطبوعات/ بيروت: دار القلم، ط ٤، ١٩٨٠)، ص ٢٤٥ - ٢٩٦.
(٢) كذا ذكر محبّ الدين الخطيب وعبد الفتاح الفتلان في تعريفهما بابن سينا في مقدمة نشرتهما لكتاب "منطق المشرقيين" الصادرة سنة ١٣٢٨/ ١٩١٠ عن المكتبة السلفية بالقاهرة، دون أن يبينا عن معتمدهما في ذلك. إلا أني لم أعثر على ذكرٍ لهذا المصنف في أي من المصادر التي ترجمت للشيخ الرئيس التي أمكنني مراجعتها، بما في ذلك قائمة مؤلفاته التي أوردها تلميذه أبو عبيد الجوزجاني، ولا هو مذكور في قائمة مصنفات ابن سينا المخطوطة والمطبوعة وما كُتب عنه باللغة العربية واللغات الأخرى التي أعدها الأب قنواتي ونشرتها الإدارةُ الثقافية جامعة لجامعة الدول العربية في كتاب بمناسبة مهرجان ابن سينا. قنواتي، الأب جورج شحاته: مؤلفات ابن سينا (القاهرة: دار المعارف بمصر، ١٩٥٠).
(٣) ابن سينا: منطق المشرقيين، ص ١٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>