للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفي صحيح مسلم عن تميم الداري أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "الدين النصيحة"، قال تميم: "قلنا: لمن يا رسول الله؟ قال: "لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم"". (١) وفي رواية أنه - صلى الله عليه وسلم - كرر قوله "الدين النصيحة" ثلاثًا. (٢) فمراد تميم بقوله: "قلنا" أنه والحاضرين معه ذلك المجلس سألوا لما شعروا من اهتمام النبي - صلى الله عليه وسلم - بهذا الخبر بالتكرير أو بقرائن العناية به، فبين لهم ما أجمله ليتمكن من نفوسهم. وذلك من أغراض أسلوب الإجمال ثم التفصيل. قال أبو داود: إن حديث تميم هذا هو أحد الأحاديث التي يدور عليها الفقه. (٣) وقال أبو نعيم: إن محمد بن أسلم الطوسي قال: "هذا الحديث أحد أرباع الدين". (٤)


(١) صحيح مسلم، "كتاب الإيمان"، الحديث ٥٥/ ٩٥، ص ٤٤؛ سنن النسائي، "كتاب البيعة"، الأحاديث ٤٢٠٣ - ٤٢٠٦، ص ٦٨٤ - ٦٨٥. وانظر تخريجه بجميع طرقه وألفاظه في: الأصفهاني، أبو نعيم أحمد بن عبد الله بن أحمد بن إسحاق: المسند المستخرج على صحيح الإمام مسلم، تحقيق محمد حسن محمد حسن إسماعيل الشافعي (بيروت: دار الكتب العلمية، بدون تاريخ)، ج ١، الأحاديث ١٩٢ - ١٩٨، ص ١٤٢ - ١٤٤؛ المروزي، محمد بن نصر: كتاب تعظيم قدر الصلاة، تحقيق عبد الرحمن بن عبد الجبار الفِرَيْوائي (المدينة المنورة: مكتبة الدار، ط ١، ١٤٠٦)، ج ٢، ص ٦٨١ - ٦٩١.
(٢) وهي كذلك عند أبي داود عن تميم الداري وعند الترمذي عن أبي هريرة مع اختلاف يسير. سنن أبي داود، "كتاب الأدب"، الحديث ٤٩٤٤، ص ٧٧٤. سنن الترمذي، "كتاب البر والصلة"، الحديث ١٩٢٥، ص ٤٧٢. قال الترمذي معلقًا على هذه الرواية: "هذا حَدِيثٌ حَسَنٌ وفي البَابِ عن ابنِ عمر وتميمٍ الدَّاريِّ وجريرٍ وحكيمِ بنِ أبي يزيدَ عن أبيهِ وثوبانَ".
(٣) ورد ذلك في كتاب (الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع) للخطيب البغدادي، ونصه: ". . . قال: سمعتُ عبد الله بن أبي داود السجستاني يقول: سمعتُ بني سليمان بن الأشعث يقول: الفقه يدور على خمسة أحاديث: "الحلال بيِّن والحرام بَيِّن" وأن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "لا ضرر ولا ضرار" وأن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "إنما الأعمال بالنيات وإنما لامرئ ما نوى" وأن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "إنما الدين النصيحة" وأن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "ما نهيتكم عنه فاجتنبوه، وما أمرتكم به فائتوا منه ما استطعتم". الخطيب البغدادي: الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع، تحقيق: د. محمود الطحان (الرياض، مكتبة المعارف، ط ١، ١٤٠٣ هـ/ ١٩٨٣ م)، ج ٢، ص ٢٩٠، رقم (١٨٨٧).
(٤) وتمام كلام أبي نعيم: "هذا حديثٌ له شأن، ذكر محمد بن أسلم الطوسي أنه أحدُ أرباع الدين". ابن الصلاح، أبو عمرو: صيانة صحيح مسلم عن الإخلال والغلط وحمايته من الإسقاط والسَّقط، =

<<  <  ج: ص:  >  >>