للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال ابن حجر الهيتمي في شرح الأربعين النووية عند الكلام على الحديث الرابع والعشرين: "الأحاديث القدسية ما نقل إلينا آحادًا عن النبي - صلى الله عليه وسلم - مع إسناده لها عن ربه، فهي من كلامه، فتُضاف إليه وهو الأغلب. ونسبتُها إليه حينئذ نسبةُ إنشاء؛ لأنه المتكلم به أولًا، وقد تُضاف إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -؛ لأنه المخبر بها عن الله". (١)

وقال علي القاري في "شرح الأربعين النووية" عند الكلام على الحديث الرابع والعشرين: "القدسي إخبارُ الله نبيَّه معنَى لفظٍ بإلْهام أو بالمنام، فأخبر النبي - صلى الله عليه وسلم - أمته بعبارته عن معنى ذلك الكلام". (٢) وهو قريبٌ من كلام السيد الجرجاني. وقال أيضًا: "قال الطيبي: الحديث القدسي نصٌّ إلهي في الدرجة الثانية (أي: دون درجة


= وكذا، وأمر بكذا وكذا، ففهم جبريل ما قاله ربُّه، ثم نزل على ذلك النبي وقال له ما قاله ربه، ولم تكن العبارة تلك العبارة كما يقول الملك لمن يثق به: قل لفلان: يقول لك الملك: اجتهد في الخدمة، واجمع جندك للقتال، فإن قال الرسول: يقول الملك لا تتهاون في خدمتي ولا تترك الجند تتفرق وحثهم على المقاتلة، لا يُنسب إلى كذب ولا تقصير في أداء الرسالة. وقسم آخر قال الله لجبريل: اقرأْ على النبي هذا الكتاب، فنزل جبريل بكلمة من الله من غير تغيير، كما يكتب الملك كتابًا ويسلمه إلى أمين، ويقول: اقرأْه على فلان، فهو لا يغير منه كلمة ولا حرفًا. انتهى. قلتُ [أي السيوطي]: القرآن هو القسم الثاني، والقسم الأول هو السنة، كما ورد أن جبريل ينزل بالسنة كما ينزل بالقرآن". السيوطي، جلال الدين: الإتقان في علوم القرآن، نشرة بعناية سعيد المندوه (بيروت: دار الفكر، ١٤١٦/ ١٩٩٦)، ج ١، ص ١٢٦ - ١٢٧. على أني لم أقف على هذا الكلام فيما رجعت إليه من مصنفات الجويني، وخاصة كلامه على الأخبار في كتاب البرهان. وهذا يعضد تردد المصنف - في الحاشية السابقة - في ضبط اسم العالم المنسوب إليه هذا الكلام. والصواب أنه: الخُوَيِّي، وسلف توضيح ذلك.
(١) الهيتمي: الفتح المبين بشرح الأربعين، ص ٣٧٣. وقد نقل المصنف كلام الهيتمي بتصرف يسير.
(٢) لم يتهيأ لنا الاطلاع على شرح الملا علي القاري للأربعين النووية، وقد عبر عن التعريف ذاته الذي أورده له المصنف في مؤلف آخر له حيث قال في معنى الأحاديث القدسية: "يُطلق هذا الاصطلاح على مجموعة من الأحاديث النبوية يرويها الرسول - صلى الله عليه وسلم - عن الله تبارك وتعالى، بالوحي والإلهام والمنام". القاري، أبو الحسن نور الدين علي بن سلطان محمد: معجم الأحاديث القدسية الصحيحة ومعها الأربعون القدسية، تحقيق أبي عبد الرحمن بسيوني الأبياني المصري (بيروت: مؤسسة الكتب الثقافية، ط ١، ١٤١٣/ ١٩٩٣)، ص ٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>